أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم السبت أن بلاده "لا تزال مستعدة" لإجراء مفاوضات مع روسيا، والتي توقفت بسبب أحداث بوتشا مؤخراً.
وأكد الرئيس الأوكراني خلال مؤتمر صحافي مع المستشار النمساوي كارل نهامر، الذي زار كييف ومدينة بوتشا القريبة من العاصمة كييف: "نحن مستعدون للقتال وفي الوقت نفسه نبحث عن طرق دبلوماسية لوقف هذه الحرب. في الوقت الحالي، نحن نبحث بالتوازي إجراء حوار".
وقال: "لطالما قالت أوكرانيا إنها مستعدة للمفاوضات وستبحث عن أي احتمال يفضي إلى وقف الحرب. في الوقت نفسه، نشهد للأسف تحضيرات لمعارك ضخمة، يقول البعض إنها حاسمة، في الشرق".
وتابع زيلينسكي: "في الشرق والجنوب، نلاحظ تكثيفاً للأسلحة والمعدات والقوات التي تستعد لاحتلال جزء آخر من أراضينا".
ورداً على سؤال عن سيناريوهات مثل هذا الهجوم، اعتبر أنها تعتمد على "عدة عوامل" هي "قوتنا وسرعة شركائنا في تزويدنا بالأسلحة وإرادة الرئيس الروسي (فلاديمير بوتين) للذهاب أبعد من ذلك".
تبادل للأسرى
في سياق متصل، أعلنت أوكرانيا اليوم أنها أجرت عملية تبادل للأسرى مع روسيا شملت 12 جندياً و14 مدنياً أوكرانياً. من جهتها لم تؤكد روسيا هذه الأنباء بعد ولم يتم الإعلان عن عدد الروس المفرج عنهم.
هذا وتسعى تركيا إلى استئناف المحادثات بين روسيا وأوكرانيا والتي توقفت بعد اكتشاف جثث مدنيين مقتولين في مدن أوكرانية تم تحريرها، مؤكدةً أن البلدين لا يزالان مستعدين لعقد لقاءات على أراضيها.
وقال مسؤول تركي كبير رفض الكشف عن اسمه لبعض الصحافيين أمس الجمعة إن "روسيا وأوكرانيا موافقتان على عقد محادثات في تركيا، لكنهما ما زالتا بعيدتين عن الاتفاق على نص مشترك".
وأوضح دور بلاده في المفاوضات قائلاً: "لا نقترح شيئاً، نحن هنا لتسهيل المحادثات". وأكد أن الجولة الأخيرة من المفاوضات المباشرة بين البلدين التي جرت في 29 مارس في إسطنبول سمحت لهما بـ"بحث المسائل الأكثر حساسية" ومن ضمنها "حياد" أوكرانيا.
ومن الجانبين، وصِفت المحادثات بأنها "صعبة" كما أن الأحداث على الأرض منذ ذلك الحين لم تسهل التفاوض على اتفاق سلام.
في الجوهر، لا تزال مسألة وضع شبه جزيرة القرم ومنطقة دونباس عالقة. وتحدث مصدر غربي رفيع المستوى في الآونة الأخيرة عن وجود "معاهدة سلام" سبق أن أعدت بين موسكو وكييف لكن لا يزال يجب تحديد وضع دونباس، المنطقة الانفصالية الموالية لروسيا، والقرم التي ضمتها روسيا في 2014.
لكن صعوبة أخرى ظهرت بشأن الدول التي اقترحتها كييف لكي تكون "ضامنة" لحيادها وبينها الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وكذلك ألمانيا وإسرائيل وتركيا.
وأضاف المسؤول التركي الكبير أن "عليهم تحديد هذه الضمانات الأمنية لأن بعض الدول المعنية تتخوف من جرها إلى مواجهة مباشرة مع روسيا".
هذا واتهمت روسيا الخميس أوكرانيا بالتراجع عن بعض الاقتراحات التي قدمتها خلال هذه المحادثات والتي رحبت بها موسكو.