مع تواصل العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا للشهر الثاني، أكد وزير خارجية أوكرانيا ديمترو كوليبا، الأحد، أن الحرب لم تكن لتحدث لو وافقت فرنسا وألمانيا على انضمام بلاده لحلف شمال الأطلسي (الناتو).
ودعا في تغريدة عبر حسابه في تويتر إلى درس تأثيرات الدعاية السياسية الروسية، معتبرا أنها مهّدت لارتكاب فظائع في بوتشا، المدينة القريبة من كييف والتي استعادت القوات الأوكرانية السيطرة عليها في 31 آذار/مارس.
كما تابع "أحض باحثي العالم أجمع على درس الأسباب التي أدت إلى ما شهدناه في بوتشا".
جاءت هذه التصريحات بعد أيام قليلة من اتهام الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي الأسبق، مجددا بمنع انضمام بلاده للناتو.
وقال زيلينسكي في بلدة بوتشا الاثنين الماضي، إن ميركل والرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي كانا واقعين تحت تأثير روسيا خلال إصدار قرارات قمة الناتو في بوخارست في عام 2008، وفقا لما نقله المكتب الرئاسي الأوكراني.
وكان قد تم اكتشاف قتل العديد من المدنيين في هذه البلدة القريبة من العاصمة الأوكرانية كييف بعد انسحاب الجيش الروسي منها.
وكانت موسكو أطلقت في 24 فبراير الماضي، عملية عسكرية واسعة النطاق على أراضي الجارة الغربية مطالبة بنزع سلاحها الذي تعتبره مهددا لأمنها. كما طالب الكرملين مرارا بوقف توسع الناتو شرق أوروبا، ورفض ضم أوكرانيا إليه.
وقد استنفرت تلك الهجمات العسكرية التي أتت بعد أيام من اعتراف الكرملين باستقلال منطقتين انفصاليتين في الشرق الأوكراني، المجتمع الدولي برمته، وأدت إلى فرض حزمة عقوبات غير مسبوقة على موسكو.
ومنذ بدء الهجوم الروسي أغدق الناتو المساعدات على كييف، فضلاً عن العديد من الأسلحة، مشددا في الوقت عينه على عدم الدخول في نزاع مباشر مع الروس، ما قد يؤدي إلى اندلاع حرب عالمية ثالثة.
إلا أن السلطات الأوكرانية لا تزال تطالب بمزيد من الأسلحة المتقدمة والمتطورة من دبابات وطائرات ومضادات جوية من أجل صد الروس. وقد زادت من تلك المطالب مؤخرا، لاسيما بعد اتهامات متتالية خلال اليومين الماضيين للقوات الروسية بارتكاب جرائم حرب في بلدات بمحيط كييف وشمال البلاد.