فيما عادت إلى الواجهة مجدداً خلال الساعات الماضية المخاوف الدولية من احتمال استعمال روسيا للسلاح النووي، بعد تلميحات الكرملين بأنه قد ينظر في هذا الخيار رداً على توسع حلف شمال الأطلسي، حذرت واشنطن بالفعل من تلك المسألة.
إذ أوضحت المخابرات الأميركية أن في صلب العقيدة العسكرية الروسية، مبدأ يسمى "التصعيد من أجل خفض التصعيد"، والذي قد يشمل شن ضربة أولى بسلاح نووي منخفض القوة لاستعادة المبادرة إذا سارت الأمور على نحو سيّئ في صراع تقليدي ما مع الغرب.
وفي هذه الحالة، الصراع واضح بين موسكو والغرب عبر أوكرانيا. فهل يمكن أن يستعمل الكرملين السلاح النووي؟
قلقل من صراع نووي
في هذا السياق، اعتبر مدير وكالة المخابرات المركزية "سي آي آيه" وليام بيرنز أن ما وصفه بـ " انتكاسات روسيا العسكرية في أوكرانيا قد تدفع الرئيس فلاديمير بوتين إلى استخدام سلاح نووي تكتيكي أو منخفض القوة." وقال في كلمة ألقاها في أتلانتا مساء أمس، بحسب ما نقلت فرانس برس "نظرا إلى إمكان إصابة بوتين والقيادة الروسية بيأس محتمل، وإلى الانتكاسات العسكرية التي يواجهونها حتى الآن، لا يمكن لأي منا التعامل باستخفاف مع التهديد الذي يمثله اللجوء المحتمل إلى أسلحة نووية تكتيكية أو أسلحة نووية منخفضة القوة".
كما أكد أن المخابرات الأميركية قلقة بالتأكيد من هذه المسألة، مضيفا أن بايدن يشعر بقلق عميق بشأن تجنب حرب عالمية ثالثة، وتجنب العتبة التي يصبح فيها الصراع النووي ممكنا
تدخل الناتو
لكن في حال تحققت بالفعل تلك الفرضية النووية، ما الذي يمكن أن يحدث؟
لعل الإجابة عن هذا التساؤل أتت واضحة عبر كلام بيرنز نفسه. إذ أوضح أنه في ظل تلك الفرضية "سيتدخل على الأرجح حلف شمال الأطلسي عسكريا على الأرض لدعم كييف"!
يذكر أن الكرملين كان منذ إطلاق عمليته العسكرية على الأراضي الأوكرانية في 24 فبراير الماضي، وضع القوات النووية الروسية في حال تأهب قصوى، لكن الولايات المتحدة لم تر في حينه أي "أدلة عملية كثيرة" على عمليات نشر فعلية لهذه الأسلحة من شأنها التسبب بمزيد من القلق.
لكن المخاوف النووية عادت وتصاعدت مجددا، بعد أن لوحت موسكو أمس باحتمال نشر أسلحة نووية في بحر البلطيق في حال توسع الناتو، عبر انضمام فنلندا والسويد.
وتمتلك روسيا الكثير من الأسلحة النووية التكتيكية، لكنها أقل قوة من القنبلة التي ألقتها الولايات المتحدة على هيروشيما خلال الحرب العالمية الثانية.