منذ بدء العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا، احتل موضوع التسليح الهاجس الأكبر للساسة الأوكران وخصوصاً الرئيس فولوديمير زيلينسكي الذي لم يخل خطاب من خطاباته إلا وطالب الغرب بتقديم السلاح لجيشه لمواجهة الروس.
وبتشجيع من الولايات المتحدة، تبرعت سلوفاكيا مؤخراً بمنظومة دفاع جوي صاروخية بعيدة المدى روسية الصنع وهي S-300 الضخمة والفعالة التي تعود إلى عهد الاتحاد السوفييتي، على أمل تحدي روسيا في الأجواء، خصوصاً أن مسألة فرض حظر جوي أمر غير مطروح في الوقت الراهن.
تسلل خفية
فقد كشف ميكولاس كسوما رئيس بلدية دوبرا، وهي قرية حدودية شرق سلوفاكيا، أنه اضطر إلى التوقف لمدة نصف ساعة كاملة للسماح بمرور قطار محمل بالسلاح تسلل خفية لأوكرانيا وذلك في طريق عودته إلى منزله.
وأوضح أن القرية أصبحت خلال الشهر الماضي، شرياناً رئيسياً ينقل عبرها الأسلحة والذخيرة إلى أوكرانيا عن طريق السكك الحديدية، وفق صحيفة "نيويورك تايمز".
وحمل القطار نظام دفاع جوي مكونا من 48 صاروخ أرض جو وأربع قاذفات ورادارات لتوجيه الصواريخ إلى أهدافها.
كذلك، أشار إلى أنه نقل بالشاحنة والقطارات إلى دوبرا، حيث يوجد في ساحة السكك الحديدية التي تسيطر عليها الدولة مسارات قياس سوفيتية، أوسع من المعيار في أوروبا، مما يعني أنه يمكن تشغيل القطارات من وإلى أوكرانيا، التي يوجد بها أيضا مسارات سوفيتية.
شحنة سرية
من جهته، قال ياروسلاف ناد، وزير دفاع سلوفاكيا وأحد مؤيدي أوكرانيا المتحمسين، إنه لم يكن من الممكن لبلاده التفكير قبل العملية الروسية بإرسال كميات كبيرة من الأسلحة الأساسية عبر حدودها الشرقية مجانا، وذلك بغض النظر عن أنها قديمة لكنها لا تزال قوية.
وأضاف أن الشحنة ظلت سرية لأسباب أمنية، مشيراً إلى أن المعارضة في بلاده تعمل ضد مصالح البلد وكذلك ضد مصالح أوكرانيا، على حد تعبيره.
سلاح نوعي
من جانبه، قال بافيل ماكو، الجنرال السلوفاكي المتقاعد الذي خدم مع حلف الناتو في أفغانستان وألمانيا، إن نظام S-300 الذي تم تسليمه إلى أوكرانيا يعود إلى الثمانينيات، عندما كانت سلوفاكيا عضواً في حلف وارسو كجزء من تشيكوسلوفاكيا، وكان أقل شأناً من النظام الأميركي الصنع باتريوت.
لكنه أضاف أن الأوكرانيين يعرفون كيفية استخدامه وسيكونون قادرين على الحد من سيطرة روسيا على الأجواء.
بدوره، أوضح روبرت فيكو، رئيس الوزراء السلوفاكي السابق أن الحكومة بذلت جهودا للحفاظ على سرية تسليم بطارية S-300 حتى وصلت بأمان إلى أوكرانيا، وعندها نشر مقطع فيديو على صفحته في فيسبوك يوم الخميس الماضي، أظهر قطارا يحمل نظام الدفاع الجوي المفكك في طريقه إلى أوكرانيا.
يشار إلى أن أعضاء آخرين في الناتو يرسلون بالفعل أسلحة أكبر وأفضل من ذي قبل إلى أوكرانيا، بما في ذلك دبابات T-72 وأنظمة الدفاع الجوي قصيرة المدى من جمهورية التشيك.
أكبر سلاح مرسل للآن
ويعد نظام S-300 من سلوفاكيا أكبر سلاح أرسلته دولة من دول الناتو حتى الآن، حيث نشر سابقا في نيترا، وهي مدينة تقع شرق براتيسلافا في الطرف الآخر من البلاد.
يذكر أن روسيا هددت مراراً باستهداف شحنات الأسلحة التي تتدفق على أوكرانيا من الدول الغربية، محذرة قبل يومين من محاولة إعاقة عمليتها العسكرية الحالية.
وجاء التهديد الروسي الذي وُصف بأنه الأخير في وقت أفيد بأن واشنطن تخطط لدعم حكومة كييف بكميات ضخمة من الأسلحة والمعدات العسكرية المتطورة.