قصور القلب… الأسباب والعلاج
ولكن فجأة ارتفع وزني من 93 كيلوغراماً إلى 105 كيلوغرامات، ودخلت المستشفى. وزاد الأطباء كمية دواء لازكس لإخراج السوائل من الجسم. ومرة أخرى ارتفع وزني إلى 125 كيلوغراماً، واستخدم الطبيب لازكس بمقدار 80 مليغراماً 3 مرات يومياً. والآن حتى هذا المقدار من جرعات دواء لازكس غير كافٍ، وأصبح وزني 120 كيلوغراماً ولا تخرج السوائل. ما العمل؟
جمال حافظ – بريد إلكتروني
> هذا مُجمل سؤلك. وثمة عدة جوانب حول حالتك الصحية، في القلب والكلى والأمراض المرافقة وغيرها، لم تتضح من رسالتك. وكذلك مقدار العمر، وسبب قصور القلب، وكيفية متابعة حالتك، والأدوية الأخرى التي تتناولها، بالإضافة إلى مُدرات البول، والمعالجات القلبية السابقة، إن كانت قد أجريت لك، وجوانب أخرى.
ولاحظ معي بداية الحقائق التالية…
1. قصور القلب، وصف تشخيصي غير مكتمل، بل يجدر معرفة سبب هذا القصور. ولذا ثمة قصور قلبي بسبب مرض شرايين القلب (نتيجة نوبة قلبية سابقة)، وقصور قلبي بسبب مرض في أحد صمامات القلب (تسريب الصمام الميترالي أو ضيق الصمام الأورطي على سبيل المثال)، وقصور قلبي بسبب أحد أنواع اضطرابات نبض القلب، وقصور قلبي بسبب أحد أنواع أمراض عضلة القلب نفسها (كالفيروسات التي تهاجم عضلة القلب)، وأنواع أخرى. ووفق نوع السبب يكون الوصف، كأن يُقال؛ قصور قلبي نتيجة تسريب الصمام الميترالي، أو نتيجة مرض شرايين القلب. وبالتالي تكون خطة المعالجة، ونوعية الأدوية التي عليك تناولها، وكيفية متابعة حالاتك.
2. قصور القلب قد يكون في الجزء الأيسر من القلب، وقد يكون في الجزء الأيمن منه. وفي حالات قصور القلب في الجزء الأيسر يحصل تراكم للسوائل في الرئة، وكذلك في البطن والساقين، ويرافقه ضيق في التنفس وعدم القدرة على الاستلقاء على الظهر عند النوم. أما في قصور القلب بسبب الجزء الأيمن، فإن ذلك لا يحصل (أي تراكم السوائل في الرئة وتبعات ذلك) بل تتراكم السوائل في البطن والساقين. وثمة أسباب للقصور القلبي في الجزء الأيسر، وأسباب أخرى للقصور القلبي في الجزء الأيمن.
3. معالجة قصور القلب ليست فقط بتناول الأدوية المُدرّة للبول، بل هناك عدد من أنواع الأدوية التي تُساهم في تقوية القلب وتُساهم أيضاً في منع حصول تكرار انتكاسات الحالة. وأيضاً هناك عدة تدخلات علاجية، بالقسطرة أو العملية الجراحية، لتصحيح وضع قصور القلب وفق السبب في حصوله أصلاً، ولمنع حدوث الانتكاسات المُحتملة في أي وقت.
4. نجاح الأدوية المُدرّة للبول في أداء عملها يعتمد بدرجة كبيرة على كفاءة عمل الكلى، وعلى ضبط تناول السوائل والملح. ولذا من الضروري معرفة قدرات الكلى، وهل السبب في عدم الاستجابة العلاجية (لإخراج سوائل الجسم) هو ضعف الكلى أم سبب أخر.
5. حصول الانتكاسة في حالة قصور القلب (بحصول تراكم السوائل في الجسم وزيادة الوزن تبعاً لذلك) له أسباب متعددة. أهمها 6 أسباب، وهي عدم تناول الأدوية، والإكثار من شرب السوائل، والإكثار من تناول الملح، وحصول قصور حديث في عمل شرايين القلب لتزويد العضلة بالدم، وحصول اضطرابات في نبض القلب، ووجود التهاب ميكروبي في الجسم (كالجهاز التنفسي أو الجهاز البولي على سبيل المثال).
هذه النقاط يجدر بمنْ لديه قصور قلبي أن يسأل الطبيب عنها، وأن تكون واضحة جداً لديه. ذلك أنه بناء عليها ستتضح الصورة للمريض، ويفهم كيف يُمكنه وقاية نفسه من حصول أي انتكاسات، ويسهل وضع خطة المعالجة والمتابعة المستقبلية.
ولاحظ معي جانباً آخر، وهو «الخطة العلاجية لحالة قصور القلب». ووفق ما تشير إليه المصادر الطبية، فإن الشخص الذي لديه قصور قلبي، بحاجة إلى «خطة عمل» للمساعدة في الإرشاد إلى الرعاية الذاتية في المنزل. وهي ما تشمل أولاً معرفة كيفية سرعة تحديد العلامات التحذيرية المبكرة لأعراض تفاقم الحالة، وماذا عليه أن يفعل إذا حدثت لديه أي تغيرات. وتحديداً، متى عليه أن يتواصل مع الطبيب إذا حدث أي تغيير، ومتى عليه التوجه مباشرة إلى المستشفى، وهل يمكنه زيادة جرعات الأدوية بنفسه. ولهذا يوصي أطباء القلب بأن تكون لدى كل شخص يعاني قصور القلب خطة العمل هذه. وهي التي يضعها الطبيب مع المريض، وتكون مخصصة لتتناسب بشكل أفضل مع نوع وفئة فشل القلب لدى المريض وقدراته الوظيفية.
وفقاً لرابطة القلب الأميركية، تنقسم الخطة النموذجية إلى 3 مناطق…
– أخضر= مستقر. ليس لديك أي تغييرات ملحوظة في علامات أو أعراض فشل القلب. وزنك مستقر. لا تشعر بألم في الصدر أو ضيق في التنفس. استمر في تفقد الوزن اليومي وخطة العلاج على النحو الموصى به. اسأل طبيبك عن وزنك المستهدف.
– أصفر= تحذير. اتصل بطبيبك إذا كان لديك سعال جديد، أو ضيق في التنفس عند القيام بنشاط، أو زيادة تورم الساقين أو القدمين، أو إذا زاد وزنك من كيلوغرام واحد إلى كيلوغرامين في غضون أسبوع. لا تحتاج بالضرورة إلى زيارة العيادة، ولكن لا بد من الحذر. قد تحتاج فقط إلى تغيير النظام الغذائي أو الدواء.
– أحمر= خطر. اذهب إلى غرفة الطوارئ أو اتصل برقم الطوارئ المحلي لديك إذا كنت تعاني فشل القلب ولديك زيادة في الوزن أكثر من 3 كيلوغرامات في الأسبوع، أو عدم القدرة على الاستلقاء، أو ضيق في التنفس عند الراحة، أو زيادة في التورم وعدم الراحة في الجزء السفلي من الجسم، أو سعال متقطع مستمر.
وبالنسبة لسؤالك خاصة عن عدم كفاية جرعات مُدرات البول في تحقيق خفض الوزن وإزالة السوائل عن الجسم، فإن أسباب ذلك المُحتملة هي…
– تدهور وظائف الكليتين، وعدم قدرتها بالتالي على الاستجابة لجرعات أدوية إدرار البول. وهذا أمر يُدركه الطبيب عند إجراء تحليل الدم لوظائف الكلى. وهناك حلول علاجية لدى الأطباء للتعامل مع هذا الوضع، لإخراج السوائل من الجسم.
– أن يتطلب السبب المرضي لحالة قصور القلب تدخلاً علاجياً متقدماً، وليس فقط تلقي مُدرات البول. كأمراض الصمامات أو شرايين القلب أو اضطرابات النبض أو العيوب الخلقية في القلب.
– أن يتطلب سبب حصول الانتكاسة في حالة قصور القلب، معالجة مخصوصة. مثل وجود التهاب ميكروبي في أحد أجزاء الجسم، أو عدم انضباط ارتفاع ضغط الدم، أو اضطرابات في ضبط سكر الدم، أو تقليل تناول السوائل أو تناول الملح، وغيره.
– أن تكون تلك السوائل المتراكمة في الجسم مختزنة في مناطق تتطلب أن يتم سحبها مباشرة، وليس الاعتماد فقط على مدرات البول، مثل تراكم السوائل داخل تجويف البطن أو تجويف الصدر.
وتؤكد المصادر الطبية أن قصور القلب هو مرض مزمن يحتاج إلى علاج يستمر مدى الحياة. لكن باستمرار العلاج، قد تتحسن أعراض ومؤشرات فشل القلب ويصبح القلب في بعض الأحيان أشد قوة. هذا مع ضبط أي حالات مرضية مرافقة، كزيادة الوزن ومرض السكري وارتفاع ضغط الدم والتوقف عن التدخين وغيره.
وفي بعض الأحيان، يتمكن الأطباء من علاج فشل القلب من خلال معالجة السبب الكامن. على سبيل المثال، قد يساعد ترميم أحد صمامات القلب أو ضبط نظم القلب السريع، في علاج فشل القلب. لكن بالنسبة إلى معظم الأشخاص، يتضمن علاج فشل القلب توازناً بين الأدوية المناسبة، وأحياناً استخدام الأجهزة التي تساعد القلب على النبض والانقباض بشكل سليم. ولذا من الضروري المتابعة مع طبيب القلب.
استشاري باطنية وطب قلب للكبار
الرجاء إرسال الأسئلة إلى العنوان الإلكتروني: [email protected]