فيما يشبه بوادر لخطة تهدئة جديدة في السودان، أعلن رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان أن البلاد مقبلة على مرحلة صعبة، ما يستوجب تقديم تنازلات من قبل الجميع.
وقال في تصريحات أدلى بها خلال إفطار رمضاني مساء أمس "نحن مقبلون على مرحلة صعبة يجب أن يقدم فيها الجميع تنازلات من أجل البلد"، مشيرا إلى تدهور الوضع الاقتصادي والأمني في البلاد.
كما أضاف "مستعدون أن نقدم ما يمكن لتهيئة المناخ للحوار". وكشف أنه سيتم "الإفراج عن عدد من المحتجزين خلال أيام لتهيئة المناخ للحوار"، ومن بينهم زعماء سياسيون مدنيون بارزون.
رفع الطوارئ
إلى ذلك، ألمح إلى رفع حال الطوارئ، قائلا "وجهنا بمراجعة حالة الطوارئ مع الإبقاء على بنود حالة الاقتصاد".
كذلك، ذكر أنه ستتم مراجعة أوامر قضائية صدرت مؤخرا وأدت إلى عودة عشرات الموظفين المدنيين المرتبطين بنظام البشير.
أما عن وحدة "قوى الثورة" فقال: " نسمع أحاديث عن ذلك، وسعيدون بها"، معتبرا أن تلك الوحدة من شأنها أن تساعد على سرعة التوافق السياسي.
كما شدد على عدم وجوب أن تسيطر مجموعة واحدة على المشهد السياسي.
اتفاق وشيك؟!
إلى ذلك، أوضح البرهان أن هذه الخطوات جاءت في سياق تنازلات قدمتها بعض الجماعات السياسية للتوصل إلى اتفاق.
يشار إلى أنه منذ مطلع الشهر الحالي، أفيد عن سعي عدد من الأحزاب السياسية في البلاد، لاسيما المتحالفة مع المكون العسكري، إلى دراسة اتفاق من أجل تشكيل حكومة جديدة.
وكانت البلاد دخلت في حالة من التوتر بعد أن فرضت القوات المسلحة إجراءات استثنائية في 25 أكتوبر من العام الماضي، معلنة حل الحكومة ومجلس السيادة.
ومنذ ذلك الوقت لم يتمكن الفرقاء السياسيون الذين تشاركوا السلطة مع المكون العسكري، بعد عزل البشير، من تشكيل حكومة تدير المرحلة الانتقالية في البلاد، وصولا إلى إجراء انتخابات عامة.