تتوه منا الكلمات في أروقة الغضب الصامت وتضيع منا سبل البوح ونغدو كضال للطريق، فيا لعقم اللغات جميعا أشحذ قلمك، يا زمن فقد تكسر قلمي، والقلب معجون بالحزن و البكاء أمام عاصمة العطور والتاريخ قبلة ومهد الأنبياء السابقين ، فلسطين قلب العالم و أرض الرسالات الساموية، ونحن أمة محمد عليه الصلاة والسلام لنا في الارض المباركة كل شيء، شرفها الله وسماها المسجد الاقصى فبقيت سهما في قلب صهيون، كتمت الآه كي لا تؤرّق مضجع الأحباب، صرخت تنهنت وجعاً، تألمت في صمت مطبق لكن لا تركع أبدًا لظالم ولا تخشى من جائر فعذرا يا فلسطين نحن أمة مسلمة قاسون عاصون جاحدو لا عهود لنا لا التزام ولا وفاء وثوب الحقيقة نلبسه جبنا ونفتقد لإستقامة العزيمة في كون من عدم نبتلع الخوف والرعب، كأشواك أسماك نتنة، وريح الهزيمة تصفع بوابات أرواحنا الصدئة، ووسط هذا المبنى الأزرق حضرنا جميعا و شاركنا النقاش بصمتنا البارد كانت الكلمات تتدحرج متسارعة بين أقدامنا نصطدم بها ثم تسقط جثثا هامدة في فضاء كاذب متآمر بل أقذر من بلطجة رعاة البقر، نطل على المقدس من ثقوب نوافذ أوطان من نور وأكاذيب التي على أعناقنا كمشانق، أنظروا يا أمة محمد الى الخلف ومن علمكم أن الصمود والجهاد قاعدة فالموت والحياة واحدة، تحرروا من عبودية هذا العالم الأزرق ،و من ترف لغته الحمقاء ،و حينها ستتيقنون بأنكم مخدوعون ،و بأن بنادق العيد ودوي الألعاب النارية لا تصطاد غزالا ،و لا تصيب طيرا في السماء، فإن فلسطين ليست قضية هذا الوطن أو ذاك هي قضية عباد الله الشرفاء فقط، والقضية أثقل من أن يحملها الجبناء الذين طبعت على جباههم: كن حياديا و إن زلزلت الأرض زلازلها و أخرجت أثقالها فإياك إياك ثم إياك أن تسأل : مالها؟
ولكن تحت اللثام الأحمر أخبري يا قدس أبناء القبور أن عشاقها قادمون، قادمون يا ظلال غزة قادمون،أيتها المدن الراحلة قادمون، يا بني صهيون قادمون فجهزي كل القبور وإعلمي أننا يوماما للحدود فاتحون أولائك العاشقون الغاضبون الواقفون على وتير نبض القلب المشحون قادمون يمجدون صخب الشوارع مزعزعون أرض القدس راكعون ساحقين لكل صهيون ملعون.
بقلم / الكاتبة الجزائرية مريم عرجون