حرص رئيس الوزراء العراقي والقائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي على ارتداء الزي العسكري للمرة الأولى، ليشرف من محافظة الأنبار غربي العراق على إطلاق عملية «الإرادة الصلبة» التي تهدف إلى مطاردة تنظيم «داعش» في عدد من المحافظات الغربية في البلاد.
وأعلنت خلية الإعلام الأمني، في بيان، أمس (السبت)، أن عمليات عسكرية واسعة تجري لملاحقة فلول «داعش» الإرهابي، وتحدثت عن «انطلاق المرحلة الثانية من عملية (الإرادة الصلبة) بمحافظات الأنبار (غرب) ونينوى وصلاح الدين (شمال)، حيث إن العملية انطلقت بمشاركة قوات من الجيش وحرس الحدود وقوات الرد السريع (الداخلية) والحشد الشعبي».
وأوضحت خلية الإعلام الأمني أن «العملية تشمل إنزال قوات خاصة جواً بالطائرات المروحية لتنفيذ عمليات نوعية ونصب كمائن في عمق الصحراء بمحافظة الأنبار». وأكدت أن «العملية تأتي بإسناد جوي من طيران الجيش (مروحيات قتالية) والقوة الجوية (طائرات مقاتلة)، وفقاً لمعلومات دقيقة من قبل الوكالات الاستخبارية… هذه العملية انطلقت مع عمليات أخرى لملاحقة فلول التنظيم في محافظتي ديالى (شرق) وكركوك (شمال)».
وكانت المرحلة الأولى من عملية «الإرادة الصلبة» جرت بين 28 و30 مارس (آذار) الماضي، وانتهت بتدمير 19 وكراً و6 أنفاق لـ«داعش» وضبط كمية كبيرة من العبوات الناسفة والمواد المتفجرة الأخرى.
ولم تتوقف هجمات «داعش» منذ إعلان الانتصار عسكرياً عليه أواخر عام 2017، فعلى مدى الأعوام الخمس الماضية، نفذ التنظيم عشرات الأعمال التي تراوحت بين هجمات مسلحة وعمليات انتحارية وتفجيرات بالسيارات المفخخة والعبوات الناسفة، حتى بعد مقتل أكثر من أمير له وفي مقدمتهم أبو بكر البغدادي بغارة أميركية عام 2019.
وتوعد الكاظمي بسحق التنظيم وزعيمه الجديد. وقال خلال زيارته مقر قيادة عمليات الحشد الشعبي في محافظة الأنبار: «أقول للدواعش: لقد اختبرتمونا في مختلف المجالات، عسكرياً وأمنياً، الحمد لله أننا يومياً نسجل الانتصار تلو الانتصار، وأنتم تخسرون يوماً بعد يوم، ليس هناك خيار أمامكم سوى الموت، ولن نطمئن إلا بسحقكم».
أضاف الكاظمي: «أبطالنا في قواتنا الأمنية، في وزارتي الدفاع والداخلية، في مكافحة الإرهاب، والحشد الشعبي، وفي كل مؤسسة عسكرية، أنتم حماتنا، أنتم من تصونون شرف الوطن وأرضه، وأنتم من كتبتم التأريخ».
وخاطب الكاظمي أفراد التنظيم: «لقد سحقنا أمراءكم، الواحد تلو الآخر، وسنسحق أميركم الجديد، وكل إرهابي ينتمي إلى عصاباتكم، أيها الدواعش ترهبوننا بالموت، أقول لكم سنرهبكم بالموت، ونذيقكم طعم الهزيمة، وسنكتب التاريخ بانتصاراتنا وتضحياتنا».
كما خاطب منتسبي القوات الأمنية، في وزارتي الدفاع والداخلية، ومكافحة الإرهاب، والحشد الشعبي، وفي كل مؤسسة عسكرية: «الكل مدين لكم، توكلوا على الله وامضوا إلى نصر لا مفر منه، فالمجد والنصر كتب على جبين كل عراقي بعزمكم وجهدكم وتضحياتكم».
من جهته، أكد الخبير الأمني الدكتور معتز محيي الدين، رئيس المركز الجمهوري للدراسات الاستراتيجية، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن «توجيهات رئيس الوزراء للقطعات المسلحة خصوصاً في هذه المحافظة (الأنبار) المترامية الأطراف التي شهدت عمليات عسكرية لتنظيم داعش، سواء كانت عمليات تسلل أو خطف أو سواها، تأتي في سياق مختلف هذه المرة، وهي أنها تستند إلى معلومات استخبارية دقيقة كانت قد أشارت حتى إلى إمكان مهاجمة مدينة بغداد عبر خلايا نائمة يمكن أن تتحرك في بغداد وسواها، فيما سماها التنظيم غزوة رمضان». وأضاف: «هذه الحملة الأمنية التي انطلقت من الأنبار حتى الحدود الغربية تؤكد أن تنظيم داعش لا يزال يجري تمويله من الحدود، ولذلك فإن هذه العملية تأتي في سياق عمل منظم لمعرفة جاهزية القوات الأمنية، ليس في هذه المنطقة فقط وإنما في المحافظات الأخرى التي تشهد نشاطات مختلفة لتنظيم داعش بين آونة وأخرى».
وأوضح محيي الدين أن «هذه العملية ستستغرق أياماً لكي يتم من خلالها قتل أو إلقاء القبض على أكبر عدد ممكن من عناصر التنظيم، ولذلك فإن هذه العملية تعد في الواقع عملية نوعية إلى حد كبير».