قفزت أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا بعد أن علقت شركة تشغيل الشبكة المملوكة للدولة في أوكرانيا التدفقات الروسية عبر محطات دخول رئيسية.
وأعلنت شركة الغاز GTSOU الأوكرانية يوم الثلاثاء عن قوة قاهرة – ظروف غير متوقعة تمنع الوفاء بالعقد – وهو الإعلان الأول من نوعه منذ غزو روسيا لأوكرانيا في 24 فبراير، وقالت إنها لن تقبل التدفقات عبر نقطة دخول سوخرانيفكا، والتي توفر الغاز الروسي إلى أوروبا ابتداء من اليوم الأربعاء.
كما أوقفت الشركة نقل الغاز عبر محطة الضغط الحدودية نوفوبسكوف، والتي يتم من خلالها نقل ما يقرب من ثلث الغاز (ما يصل إلى 32.6 مليون متر مكعب يومياً) من روسيا إلى أوروبا.
وارتفعت أسعار الغاز الطبيعي الأوروبي TTF بأكثر من 6.4% بحلول الساعة 9:15 صباحاً بتوقيت لندن يوم الأربعاء، وفقاً لبيانات رفينيتيف.
وتقع كل من محطة قياس الغاز سوخرانيفكا ونوفوبسكوف في المناطق التي تحتلها روسيا في شرق أوكرانيا، وألقت GTSOU باللوم على "تصرفات المحتلين" في انقطاع نقل الغاز.
وقالت GTSOU في بيان: "نتيجة للعدوان العسكري الروسي على أوكرانيا، توجد العديد من منشآت الشركة في الأراضي التي تسيطر عليها بشكل مؤقت القوات الروسية وإدارة الاحتلال". و"حالياً، لا تستطيع GTSOU تنفيذ الرقابة التشغيلية والتكنولوجية على محطة نوفوبسكوف، والأصول الأخرى الموجودة في هذه المناطق". علاوة على ذلك، فإن تدخل قوات الاحتلال في العمليات التقنية والتغييرات في أنماط تشغيل مرافق GTS، بما في ذلك عمليات اقتطاع الغاز غير المصرح بها من تدفقات نقل الغاز، قد عرضت استقرار وسلامة نظام نقل الغاز الأوكراني بأكمله للخطر".
وقالت الشركة المشغلة إنها ستظل قادرة على الوفاء بالتزاماتها المتعلقة بالعبور للشركاء الأوروبيين من خلال إعادة توجيه الغاز إلى نقطة ربط Sudzha، التي تقع في الأراضي الخاضعة للسيطرة الأوكرانية.
وأضاف البيان: "أبلغت الشركة غازبروم مراراً وتكراراً بشأن تهديدات عبور الغاز بسبب تصرفات قوات الاحتلال التي تسيطر عليها روسيا، وشددت على وقف التدخل في تشغيل المنشآت، لكن تم تجاهل هذه المناشدات".
ونقلت وكالة أسوشييتد برس عن سيرجي كوبريانوف، المتحدث باسم غازبروم، قوله إن طلب أوكرانيا سيكون "مستحيلاً من الناحية التكنولوجية" وإن الشركة لا ترى أي أساس للقرار.
بدوره، قال كبير المحللين الاستراتيجيين السياديين في الأسواق الناشئة في BlueBay Asset Management، تيموثي آش، إنه فوجئ بأن أوكرانيا لم تقطع نقل الغاز والطاقة في وقت سابق، في ظل عدم وجود حصار للطاقة تفرضه أوروبا.
وأضاف: "روسيا نفسها تضرب مستودعات وإمدادات الوقود الأوكرانية، لذلك ربما يكون هذا رداً أوكرانياً على ذلك".
ودفع التهديد بوقف روسيا لتدفق الغاز الطبيعي إلى أوروبا الاتحاد الأوروبي إلى تكثيف بحثه عن موردين بديلين، حيث تمثل روسيا حوالي 40% من جميع واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز الطبيعي.
وحذر الاقتصاديون والتجار من أن الحصار الكامل للطاقة قد يكون له آثار وخيمة على الأسعار والتضخم، حيث قال تاجر الغاز الطبيعي المخضرم، بيل بيركنز، في أبريل إن مثل هذه الخطوة قد تؤدي إلى "تسعير كارثي" هذا الشتاء.