أوضحت الآلية الثلاثية، المشتركة بين الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي ومنظمة «الإيقاد» أن لقاء تنسيقيات لجان المقاومة بالخرطوم لم يكن جزءاً من المحادثات غير المباشرة، التي تسهلها الآلية في الوقت الحالي.
وقالت الآلية في بيان أمس إن اللقاء مع «لجان المقاومة» تم بدعوة منها لمناقشة تطورات الأوضاع السياسية واستطلاع آرائها حول العملية السياسية والاستجابة لأي تساؤلات حول المشاورات السياسية.
وكانت «لجان المقاومة» أعلنت في بيان أول من أمس أنها أوضحت للآلية موقفها من العملية السياسية المستند إلى ميثاق تأسيس سلطة الشعب، الذي وقّعت عليه اللجان. وأكدت تمسكها بشعار «لا تفاوض، لا شراكة، ولا شرعية» مع الحكام العسكريين للبلاد.
وأوضحت اللجان أن اللقاء تم بموافقة القواعد، مشيرة الى أن هذا الموقف يمثل موقف تنسيقيات لجان المقاومة المستقل، ولا يتأثر بأي مزايدات سياسية ومحاولة صنع سياقات موازية تؤثر على تعاطي اللجان مع المشهد الوطني.
إلى ذلك، دعت لجان مقاومة «ودمدني» بولاية الجزيرة بوسط السودان دعت إلى تظاهرة لا مركزية تحت اسم «خلاص ضاقت» تعبيراً عن تردي الأوضاع في البلاد في ظل حكم العسكريين، وحددت نقاطاً عدة لانطلاق التظاهرات من الأحياء يتجه إلى قلب المدنية.
وذكرت لجان المقاومة على صفحتها الرسمية على «الفيسبوك» أن الأجهزة الأمنية فرقت بالقوة الموكب السلمي في ضاحية بري بالخرطوم ومدينة «ودمدني» وسط البلاد، والذي كان ينادي بإسقاط الحكم العسكري وإقامة حكومة بقيادة المدنيين، مستخدمة الغاز المسيل للدموع والهراوات. كما لاحقت المتظاهرين داخل الأسواق.
وفي موازاة ذلك، تعرض موكب سلمي دعت له كتل ثورية بضاحية «بري» على مقربة من قيادة الجيش لقمع مفرط من قبل قوات الأمن.
وقال شهود عيان إن قوات مكافحة الشغب استخدمت بكثافة الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية لتفريق الجموع.
وشدد «ميثاق تأسيس سلطة الشعب» الذي دشنته لجان المقاومة بولاية الخرطوم على إبعاد المؤسسة العسكرية من الحياة السياسية، وتصعيد المقاومة السلمية، عبر التظاهرات والعصيان المدني لإسقاط العسكريين من السلطة، ومحاسبة الضالعين فيه من القوى المدنية والعسكرية.
واقترح الميثاق إلغاء الوثيقة الدستورية السابقة ووضع ترتيبات دستورية جديدة كـ«إعلان دستوري مؤقت»، يستند إلى الميثاق.
في هذه الأثناء، تلقى رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، عبد الفتاح البرهان، رسالة خطية من الرئيس الإريتري آسياس أفورقي تتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين.
وأشاد البرهان لدى تسلمه الرسالة من السفير الإريتري بالبلاد عيسى أحمد عيسى، في القصر الجمهوري في الخرطوم أمس، بالعلاقات الثنائية بين البلدين وعمقها وأزليتها من منطلق الروابط التاريخية والأخوية بين شعبي البلدين.
وقال عيسى، بحسب بيان صحافي صادر عن مجلس السيادة الانتقالي، إن الرئيس أفورقي يتابع بإهتمام بالغ تطورات الاوضاع في السودان.
كما أكد افورقي، بحسب ما نقله السفير، ضرورة توحيد الجهود والعمل الجاد للوصول لرؤية موحدة تضمن الخروج الآمن من الأزمة الراهنة.
وأشار السفير الإريتري إلى أن أمن السودان يمثل أمناً للمنطقة الأفريقية، وأن السودان قادر على حل قضاياه من خلال توسيع قاعدة المشاركة بين جميع المكونات وإدارة حوار جاد وصادق.