احتجزت سلطات الأمن في دولة جنوب السودان السكرتير العام للحزب الشيوعي السوداني محمد مختار الخطيب، واثنين من أعضاء لجنته المركزية، أثناء زيارة قاموا بها لمنطقة «كاودا» السودانية، عبر دولة جنوب السودان، لإجراء مفاوضات مع رئيس حركة تحرير السودان عبد الواحد محمد النور في جوبا. واعتبر الحزب ما حدث لقادته «غير لائق» من حكومة جنوب السودان.
وقال المتحدث باسم الحزب الشيوعي، عضو اللجنة المركزية، صديق يوسف، لـ«الشرق الأوسط»، أمس، إن حزبه تلقى رسالة من وفده المكون من السكرتير العام محمد مختار الخطيب، وعضوي اللجنة المركزية صالح محمود وآمال الزين، بأن جهاز الأمن الخارجي في دولة جنوب السودان احتجزهم في الفندق الذي كانوا يقيمون فيه، وأجرى معهم تحقيقاً بشأن زيارتهم لمنطقة «كاودا» السودانية عبر دولة جنوب السودان دون إخطار السلطات.
وأجرى وفد الحزب الشيوعي السوداني مباحثات مع رئيس تحرير حركة السودان عبد الواحد محمد النور بعاصمة جنوب السودان جوبا، تستهدف تكوين تحالف معارض لإجراءات الجيش في 25 أكتوبر (تشرين الأول). وعلمت «الشرق الأوسط» وفقاً لمصدر مقرب من الرجل أن مفاوضات وفد الحزب لم تتوصل لنتيجة محددة بشأن التحالف. وغادر الوفد عبر دولة جنوب إلى منطقة «كاودا» السودانية التي تسيطر عليها الحركة الشعبية لتحرير السودان، جناح عبد العزيز الحلو، وتعتبرها «منطقة محررة»، ولا يمكن دخولها إلا عبر دولة جنوب السودان.
وأوضح يوسف، في إفادته لـ«الشرق الأوسط»، أن وفد حزبه سافر إلى دولة جنوب السودان لإجراء مباحثات مع حركات الكفاح المسلح غير الموقعة على اتفاقية سلام جوبا، بيد أن جهاز الأمن الخارجي بدولة جنوب السودان احتجز القادة الثلاثة في الفندق وحقق معهم بشأن ذهابهم لـ«كاودا» دون إخطار السلطات في جوبا. وأضاف أن جهاز الأمن في جوبا قال لهم إن «الزيارة تمت عبر أراضينا، وكان من المفروض إبلاغ سلطات جنوب السودان». ووفقاً ليوسف، فإن القادة الثلاثة قدّموا اعتذاراً، وأنهم ظنوا أن «الجهة التي نسقت الزيارة أبلغت السلطات». غير أن الحزب الشيوعي اعتبر ما حدث لقادته في جنوب السودان «تصرفاً غير لائق»، وقال إنه لا يملك تفاصيل أكثر، بيد أن الوفد بعد عودته اليوم (الخميس) سيوضح تفصيلاً لما حدث.