يحاول مئات المهاجرين السوريين وآخرين من جنسياتٍ عربية وآسيوية مختلفة الوصول إلى اليونان انطلاقاً من السواحل التركية التي تقع على مسافةٍ قريبة من الجزر اليونانية، فما الذي تسبب في تضاعف أعداد اللاجئين الذين يحاولون في الوقت الحالي الوصول لأوروبا بطريقةٍ غير شرعية عبر البحر؟
لقد كان لإعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مطلع شهر مايو الجاري، التأثير الأكبر على قرارات اللاجئين خاصة السوريين المقيمين في تركيا بعدما كشف الرئيس التركي عن رغبته بإعادة أكثر من مليون لاجئ سوري إلى بلدهم طوعاً.
وقال ثلاثة لاجئين سوريين يستعدون للسفر من مدينة غازي عنتاب التركية إلى إزمير الساحلية إن "الوصول لأوروبا هو الحل الوحيد هرباً من أي ترحيلٍ محتمل قد تعمل عليه السلطات بشأن اللاجئين السوريين في الفترة المقبلة".
وأضاف واحد منهم لـ"العربية.نت" و"الحدث.نت" أن "الغموض يكتنف مصيرنا هنا، ولذلك لم يبق أمامنا سوى البحر ومحاولة الوصول إلى بلدٍ أوروبي يضمن لنا مستقبلا أفضل"، مشدداً على أن "العودة لسوريا غير ممكنة في الوقت الراهن".
وهؤلاء اللاجئون الثلاثة الذين يعيشون في تركيا منذ العام 2014، حالهم حال المئات الذين يحاولون الوصول إلى اليونان عبر البحر في رحلةٍ محفوفةٍ بالمخاطر.
وقد ارتفعت أعداد الراغبين بالوصول إلى ذلك البلد الأوروبي بعدما كشفت أنقرة هذا الشهر عن رغبتها في إعادة أكثر من مليونٍ منهم إلى سوريا في خطةٍ لم تُعرف ملامحها بعد. لكن هذا السبب لا يعد الأبرز في تدفق مئات اللاجئين إلى اليونان في قوارب مطاطية صغيرة.
وكشف مصدر في مركز تركي متخصص في شؤون الهجرة لـ "العربية.نت" أن "قدوم فصل الصيف تسبب بتنشيط حركة المهاجرين عبر البحر كما يحدث عادةً في كلّ عام".
وكانت اليونان التي تتهم تركيا بالتساهل مع الهجرة غير الشرعية عبر البحر، قد أعلنت يوم أمس الاثنين عن رصدها لمئات المهاجرين الذين كانوا يحاولون دخول مجالها المائي عبر بحر إيجة من تركيا المجاورة.
عملية هجرةٍ سرّية
وكشف خفر السواحل اليوناني أن أثينا صدت أكبر عملية هجرةٍ سرّية خلال العام الحالي حين صدّت نحو 600 مهاجرٍ كانوا يحاولون الوصول للجزر اليونانية انطلاقاً من السواحل التركية.
وقال متحدّث باسم خفر السواحل اليوناني إن "خمسة زوارق وأربعة مراكب غادرت متزامنة الساحل التركي صباح الاثنين وكانت متواجدة في المياه التركية بالقرب من جزيرتي خيوس وساموس اليونانيتين عندما تدخل خفر السواحل اليوناني".
وأضاف أن "الدوريات اليونانية تمكّنت بسرعة من تحديد موقع القوارب وإبلاغ خفر السواحل التركي، ولهذا جميع تلك القوارب إما عادت أدراجها أو تمّ اعتراضها من قبل خفر السواحل التركي عندما كانت داخل المياه الإقليمية التركية".
وعادة ما تتبادل أثينا وأنقرة الاتهامات بشأن مسؤولية كلا البلدين عن تدفق المهاجرين عبر البحر والذي يعد ملفاً شائكاً بين الجانبين وموضع خلافٍ كبير، إذ اتهمت أنقرة في وقتٍ سابق الجانب اليوناني بإجبار مهاجرين على العودة لتركيا بعدما جُرِّدوا من ملابسهم وأحذيتهم بينما كانت درجات الحرارة تحت الصفر ما تسبب في وفاة عدد منهم جراء ذلك.
لكن أثينا بدورها نفت تلك الاتهامات واتهمت أنقرة بعدم اتخاذ إجراءات كافية بحق شبكات تهريب البشر التي ترسل المهاجرين في قواربٍ متهالكة إلى اليونان التي تجد في محاولات عبور اللاجئين هذه انتهاكاتٍ تركية لاتفاقية أنقرة مع الاتحاد الأوروبي التي تعود للعام 2016 والتي كان الهدف الرئيسي منها منع المهاجرين في الجانب التركي من العبور إلى اليونان.