غداة قيام تنظيم داعش بارتكاب مجزرة في محافظة ديالى راح ضحيتها 14 مدنياً في إحدى القرى بين قتيل وجريح، بحث الرئيس العراقي برهم صالح مع وفد من البرلمان الأوروبي الجهود الرامية لمكافحة الإرهاب وسبل تمدد تنظيم داعش. وقال بيان للرئاسة العراقية إن «الحاجة باتت ماسة لتشكيل تحالف دولي لمكافحة الفساد على غرار التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب، لكون الفساد هو الاقتصاد السياسي للعنف والإرهاب، ولن يتم القضاء على الإرهاب والتطرف إلا بتجفيف منابع تمويله المستندة إلى أموال الفساد».
وأشار البيان إلى أن «الإرهاب والفساد متلازمان ومترابطان ومتخادمان ويديم أحدهما الآخر». وأضاف أن «قوات الأمن العراقية بكافة تشكيلاتها تواصل بحزم عملياتها للقضاء على ما تبقى من الخلايا الإرهابية التي تهدد أمن العراق والمنطقة»، مبيناً أنه «لا يمكن أن نستخف بخطورة الإرهاب ونؤكد ضرورة إنهاء الصراعات والأزمات في المنطقة والعالم وإرساء السلام لأن استمرار الصراعات يمثل متنفساً للمجاميع الإرهابية».
وكان تنظيم داعش قد ارتكب مساء أول من أمس مجزرة جديدة في قرية الإصلاح بقضاء جلولاء التابع إلى محافظة ديالى. وطبقاً لبيان خلية الإعلام الأمني أن «هجوم التنظيم على تلك القرية أدى إلى مقتل 5 أشخاص وجرح 9 آخرين» في أحدث هجوم للتنظيم في ديالى.
وفي كركوك هاجم التنظيم مجموعة من الفلاحين الذين كانوا منهمكين في حصاد محصول القمح بالقرب من ناحية تازة التابعة لمحافظة كركوك. وقالت كتلة الحزب الديمقراطي الكردستاني في بيان لها أمس الثلاثاء إن «عصابات داعش ارتكبت مساء الاثنين جريمة جديدة ضد أبناء محافظة كركوك وذلك بقتل عدد من الفلاحين الشباب بالقرب من قرية البشير ضمن ناحية تازة التابعة لمحافظة كركوك عندما كانوا منهمكين في حصاد محاصيلهم الزراعية». وأكدت الكتلة أنه «في الوقت الذي ندين هذه الجريمة البشعة فإننا نؤكد أن حفظ الأمن والاستقرار في جميع أنحاء العراق وبالأخص في كركوك لا يتم إلا بتعاون القوات الأمنية من جهة وتعاون المواطنين مع القوات الماسكة للأرض وسد جميع الثغرات الأمنية بوجه الإرهابيين». وأكدت الكتلة «استعداد قوات البيشمركة للتعاون مع القوات الأمنية الاتحادية بغية الحفاظ على الأمن والاستقرار في المحافظة والوقوف بوجه العمليات الإرهابية». كما طالبت الكتلة «القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بوضع الأوامر للقوات الأمنية الاتحادية بوضع خطط محكمة للحيلولة دون تكرار هذه الجرائم البشعة للإرهابيين التي تهدد الأمن والاستقرار في جميع أنحاء البلاد».
وفي وقت أكد الرئيس العراقي برهم صالح في تغريدة له على موقع «تويتر» بشأن الهجمات على كركوك وديالى أن «الهجمات الإرهابية الجبانة التي استهدفت كركوك وديالى محاولات خسيسة لضرب أمن واستقرار مواطنينا وقواتنا الأمنية» فإن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي أصدر أمراً عاجلاً للأجهزة الأمنية بإجراء تحقيق عاجل في ملابسات ما حصل واتخاذ الإجراءات اللازمة، طبقاً لمصدر حكومي مسؤول.
وفي سياق متصل فقد تمكنت الدفاعات الجوية من إسقاط طائرة مسيرة كانت تستهدف إحدى القواعد الجوية غرب العاصمة العراقية بغداد. وقالت خلية الإعلام الأمني في بيان لها إن ««الدفاعات الجوية تمكنت من إسقاط طائرة مسيرة حاولت التقرب، فجر أمس، من قاعدة الشهيد محمد علاء الجوية غربي بغداد». وأضافت أن «عملية إسقاط الطائرة تمت بعد رصدها، وتبين أنها غير مصرح لها بالوصول إلى هذه المنطقة» دون ذكر أي تفاصيل أخرى.
إلى ذلك ترأس النائب الأول لرئيس البرلمان العراقي حاكم الزاملي اجتماعاً للجنة الأمن والدفاع البرلمانية مع الوفد البرلماني الأوروبي الذي زار العراق أمس الثلاثاء. وقال الزاملي طبقاً لبيان صدر عن مكتبه إن «العراق انتصر على الإرهاب بإمكانياته المتواضعة، لأنه يمتلك حضارة وتاريخاً وشعباً متماسكاً، وإن الإرهاب كان مقرراً له استهداف الدول العربية والإسلامية والعالم أجمع، ويجب أن تكون مسؤولية مجابهتهِ «مشتركة»، مشدداً على «ضرورة تقديم القوانين التي تخدم المؤسسة الأمنية وتطوير خبراتها وقدراتها لأن خطر الإرهاب ما زال قائماً». وفيما بين أن «الإرهاب لا يقتصر على البلدان الإسلامية فقط وأن جزءاً كبيراً من عناصره جاءوا من بلدان غربية عديدة وخطرهم يهدد كل العالم» فإنه دعا إلى «ضرورة تكثيف الجهود والتعاون الدائم مع الاتحاد الأوروبي لما يمتلكه من إمكانات وخبرات فريدة في مجالات التدريب والتسليح والمشورة». من جانبه، أكد الوفد الأوروبي أن «التحديات مشتركة في مواجهة خطر التطرف والإرهاب، وأن العراقيين كانوا شجعاناً في التصدي لهذا الخطر، مؤكدين استمرارهم بدعم العراق في المجالات الصحية وإزالة الألغام وتقديم الاستشارة».