لا تزال تداعيات اغتيال العقيد في الحرس الثوري، صياد خدائي، قبل أيام قرب طهران، مستمرة.
فبعد أجواء الاستياء التي سرت في تل أبيب عقب إقرار مسؤولين مطلعين بوقوف إسرائيل وراء العملية، شدد رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست رام بن باراك، الخميس، على أن تسريب صحيفة أميركية معلومات تفيد بضلوع تل أبيب بمقتل العميد قد يضر بالثقة مع الولايات المتحدة.
وأضاف في تصريح إذاعي، الخميس، داعيا الولايات المتحدة للتحقيق في تصريحات نسبتها صحيفة نيويورك تايمز لمسؤولين أميركيين، تحدثوا فيها عن مسؤولية إسرائيل عن مقتل العقيد صياد خدائي في طهران.
كما نفى بن باراك ما ورد في التقرير الأميركي عن إعلان تل أبيب مسؤوليتها عن الاغتيال.
إسرائيل غاضبة
جاء ذلك بعدما أكدت معلومات أن الأوساط الأمنية الإسرائيلية غاضبة من التسريب، ومن هذا الإقرار بالاغتيال لما قد يترتب عليه من تبعات أو تصعيد، بحسب ما أفاد مراسل العربية، اليوم الخميس.
وأوضح المسؤولون الأميركيون أن الغرض من هذا الاغتيال كان تحذير إيران من أنشطة مجموعة سرية ضمن فيلق القدس التابع للحرس الثوري، والمعروفة باسم الوحدة 840.
يشار إلى أن تلك الوحدة التي يرأسها، سردار باقري، ظلت سرّية لسنوات طويلة قبل أن تبدأ بعض التقارير الإسرائيلية في الإشارة إليها.
ويبدو أن لها فروعاً في العديد من البلدان، حيث تعتمد على الجماعات الإجرامية الناشطة محلياً.
كما تتكون من ضباط يشغلون ويجندون عناصر بالوكالة، سواء إيرانيون أو من دول أخرى.
أما الهدف الأساسي من تشكيلها، فهو تنفيذ عمليات اغتيال أو خطف، أو تفجيرات خارج إيران.
فوفق ما أكد مسؤولون في الحكومة والجيش والاستخبارات الإسرائيلية، فقد تم تكليف الوحدة 840 بعمليات اختطاف واغتيال للأجانب في جميع أنحاء العالم، ومنهم مدنيون ومسؤولون إسرائيليون.
غرق بدمائه أمام منزله شرق طهران
يذكر أن العقيد الإيراني كان غرق بدمائه أمام منزله في شرق طهران، عصر يوم الأحد الماضي، بعد أن أطلق عليه مسلَّحان يستقلان دراجة نارية 5 رصاصات، وفرا من عين المكان، دون أن تتمكن الشرطة من إلقاء القبض عليهما.
فيما عثرت لاحقاً زوجته على جثته في سيارته البيضاء أمام المنزل.
ويعد هذا الهجوم، الأبرز منذ نوفمبر 2020، حين قتل العالم النووي محسن فخري زاده بإطلاق نار استهدف موكبه قرب العاصمة، في عملية اتّهمت طهران إسرائيل بتنفيذها.