قد يعاني المرء آلاماً شديدة بسبب التهاب المفصل العظمي. إلا أن هناك استراتيجيات يمكنها مساعدتك على التعامل مع هذا الألم والحفاظ على قدرتك على استخدام يدك.
– مفاصل اليد
في الحقيقة، تعمل يداك بجد من لحظة حمل فرشاة أسنانك في الصباح إلى الوقت الذي ترفع فيه غطاءك ليلاً. وإذا كنت مصاباً بالتهاب المفصل العظمي (فصال عظمي) osteoarthritis في مفاصل يديك، فإن جميع هذه المهام اليومية قد تصبح أشد صعوبة.
ويعدّ التهاب المفاصل حالة شائعة تحدث عندما يبدأ الغضروف الموجود بين العظام في التداعي. ويعمل الغضروف بمثابة حشوة ناعمة؛ ذلك أنه يعمل على توسيد العظام والسماح للمفصل بالتحرك بحرية. وعندما يتداعى أو يتآكل، قد تبدأ العظام في الاحتكاك معاً؛ ما يؤدي إلى حدوث التهاب يسبب الألم والتصلب.
ويعدّ التهاب المفاصل في اليد من الأسباب الشائعة للشعور بألم في اليد، والملاحظ أنه يصيب في كثير من الأحيان النساء أكثر عن الرجال، حسبما أوضح الدكتور باري سيمونز، البروفسور المساعد في جراحة العظام في كلية الطب بجامعة هارفارد.
علاوة على ذلك، لا تخلو هذه الحالة كذلك من عنصر وراثي قوي.
في حين أن هشاشة العظام في اليدين يمكن أن تكون منهكة، فإن هناك عدداً من الاستراتيجيات التي يمكن للمرء اللجوء إليها لإدارة هذا الألم، حسبما أفاد الدكتور سيمونز.
– مواقع الالتهاب
يصيب التهاب المفصل العظمي أربعة أنواع من مفاصل اليد البشرية، إلا أنه في الغالب يصيب الأقرب إلى أطراف الأصابع. وعادة ما يتركز التهاب المفاصل الذي يصيب اليد قرب طرف الإصبع، والمعروفة باسم المفاصل بين سلاميات أصابع اليد distal interphalangeal joints، حسبما شرح الدكتور سيمونز.
وقد يلاحظ البعض أن نهاية إصبعهم تبدو معقودة بعض الشيء أو أنها بدأت في الانحناء نحو الإصبع الخنصر. وقد يشعر المرء بتيبس المفصل عند تحريكه. وتتضمن مفاصل اليد الأخرى التي كثيراً ما تصاب بالتهاب المفصل العظمي، المفاصل السلامية القريبة proximal interphalangeal joints، وهي تلك الموجودة في منتصف الأصابع، وكذلك المفصل الموجود عند قاعدة الإبهام، والمعروف باسم المفصل الرسغي الأول first carpometacarpal joint. وفي حالات أقل شيوعاً، تحدث المشكلة في المفصل، حيث يلتقي الإصبع مع اليد، ويسمى المفصل السنعي السلامي metacarpophalangeal joint، حسبما ذكر الدكتور سيمونز.
وفي حين يتضرر الكثيرون من الألم والتصلب الناجمين عن هشاشة العظام، فإن بعض الأشخاص ينزعجون كذلك من التغيرات الجسدية التي قد يسببها التهاب المفاصل، والتي تتضمن ظهور الخراجات أو العُقيدات العظمية على الأصابع والتواء مفاصل الأصابع والتورم.
– علاج الالتهاب
أوضح الدكتور سيمونز، أن الأهداف الأساسية لعلاج التهاب المفصل العظمي تتركز حول تخفيف الألم وتحسين قدرة اليد على الاضطلاع بوظيفتها. وقد يتطلب ذلك اتباع مجموعة من الأساليب، مثل ما يلي:
> التجبير. قد يوصي الطبيب بتثبيت المفصل بجبيرة. وعن ذلك، قال الدكتور سيمونز «يستخدم التجبير فقط لتسكين الآلام، لكن الألم لن تخف حدته إلا عندما تكون الجبيرة موجودة». ومع ذلك، فإن التجبير لا يعالج تشوه المفصل. وعليه، سيعود الإصبع إلى موضعه السابق عند إزالة الجبيرة.
> الثلج والحرارة. هناك استراتيجية أخرى لتهدئة التهاب المفاصل تتمثل في استخدام الحرارة أو الثلج. وربما يؤدي وضع الثلج على المفصل إلى تقليل الالتهاب. كما أن اللجوء إلى طرق لتدفئة المفصل، مثل النقع في الماء الدافئ، قد يساعد في تخفيف التيبس.
> الأدوية. يلجأ بعض الأشخاص لعلاج ألم التهاب المفاصل الخفيف إلى المتوسط باستخدام مسكنات الألم الموضعية، والتي تأتي في أشكال متنوعة، منها الدهونات واللصقات، وهي مواد متوفرة دونما حاجة إلى وصفة طبية. ويمكن أن تساعد مسكنات الألم التي تؤخذ عن طريق الفم، خاصة مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (مضادات الالتهاب غير الستيرويدية)، مثل إيبوبروفين (أدفيل وموترين) ونابروكسين (أليف)، في تخفيف آلام التهاب المفاصل وتقليل الالتهاب.
في هذا السياق، نبّه الدكتور سيمونز إلى أن هذه الأدوية لن تعالج المشكلة الأساسية. ومع أن الأدوية المحقونة، الكورتيكوستيرويدات، قد تمنح راحة مؤقتة، فإن العديد من الأطباء يستخدمونها بشكل مقتصد؛ لأنها ربما تسفر عن تفاقم التهاب المفاصل على المدى الطويل، من خلال تسريع وتيرة تلف العظام والغضاريف.
– التمارين الرياضية. يمكن أن يساعد بناء القوة والقدرة على التحمل من خلال ممارسة التمارين الرياضية بانتظام في تقليل ألم اليد وتحسين الوظيفة. يمكن أن يضمن العمل مع اختصاصي مدرب في العلاج اليدوي أن جهودك تسير في المسار الصحيح. سيساعدك معالج اليد عادة على تحديد الأهداف وتصميم خطة التمرين، كما يقول الدكتور سيمونز. تعديلات نمط الحياة. قد ينصحك معالج اليد أيضاً بطرق تغيير روتينك اليومي لتقليل الألم – على سبيل المثال، عن طريق تنظيم الأنشطة لتجنب نوبة الألم، أو باستخدام الأدوات والأجهزة المساعدة لتسهيل مهام معينة، مثل فتح العبوات.
> الجراحة. عادة ما يتم الإبقاء على خيار الجراحة كملاذ أخير بعد فشل الاستراتيجيات الأخرى لإدارة آلام التهاب المفاصل. تشمل الخيارات استبدال المفصل (رأب المفصل) joint replacement (arthroplasty)، والذي يتضمن إزالة العظام والأنسجة التالفة واستبدالها بمفصل صناعي، وجراحة دمج المفصل أو «إيثاق المفصل» joint fusion (arthrodesis) لتثبيت المفصل بشكل دائم.
– رسالة هارفارد «مراقبة صحة المرأة» ـ خدمات «تريبيون ميديا»