مع اقتراب الهدنة اليمنية من نهايتها، الخميس المقبل، حيث ينقضي الشهران، لم تتوصل المفاوضات بين ممثلي الحكومة اليمنية والميليشيات الحوثية إلى اتفاق نهائي لفك الحصار عن تعز وفتح الطرقات الحيوية بين المحافظات، رغم المساعي الأممية لاقتراح حل توافقي.
وفي حين يسعى المبعوث الأممي، هانس غروندبرغ، إلى مجلس القيادة الرئاسي في عدن، لتمديد الهدنة الإنسانية، وطرح مقترحاته بخصوص فتح الطرقات وإنهاء حصار تعز، تمكن مكتبه من عقد أول لقاء لممثلين عسكريين من الطرفين الحكومي والحوثي ضمن لجنة التنسيق العسكرية في العاصمة الأردنية عمان، لجهة العمل على خفض التصعيد الميداني.
وفي ظل وجود نيات لدى مجلس القيادة الرئاسي اليمني للموافقة على تمديد الهدنة الأممية، تواجه هذه الخطوة ضغطاً شعبياً واسعاً، في ظل عدم قيام الميليشيات الحوثية بفك الحصار عن تعز، وفتح الطرق الحيوية بين المحافظات.
ويطمح مكتب المبعوث الأممي إلى عقد جولة ثانية من النقاشات التي استمرت ثلاثة أيام في شأن فك الحصار عن تعز وفتح الطرق، بعد اختتام الجولة الأولية، أول من أمس (السبت)، في سياق تنفيذ بنود الهدنة الأممية، بحسب ما جاء في بيان بثه موقعه الرسمي.
وأفاد البيان بأنه «وُضع اقتراح لإعادة فتح الطرق بشكل تدريجي، تضمن آلية للتنفيذ وضمانات لسلامة المسافرين المدنيين، بناءً على النقاشات التي استمرت لثلاث أيام والخيارات التي طُرِحت من قبل الطرفين».
وقال غروندبرغ إنه «لأمر واعد مبادرة الطرفين باللقاء وجهاً لوجه لمناقشة مسألة فتح الطرق للمرة الأولى منذ سنوات»، داعياً الطرفين «إلى اختتام مداولاتهما الداخلية بشكل عاجل، وتحقيق نتائج إيجابية يلمسها الشعب اليمني».
وأكد المبعوث في بيانه أن «أهمية رفع القيود عن حرية حركة الناس والبضائع لا تقتصر على الأثر الإيجابي المتمثل برفع وطأة المعاناة عن اليمنيين وإنعاش اقتصادهم، بل سوف يساعد في تعزيز الثقة في العملية السياسية أيضاً».
وأوضح أن النقاشات شارك فيها فاعلون من المجتمع المدني ووسطاء محليون، معظمهم من تعز، من خلال تقديم خيارات عملية لفتح الطرق تستند إلى نظرتهم الخاصة وخبراتهم.
وأضاف: «أثبت دور المجتمع المدني في هذه النقاشات أنه لا غنى عنه، فالمشاركون قدَّموا بوصلة يستهدي بها كل المعنيين، بمن فيهم الأمم المتحدة، في تحديد وإعطاء الأولوية لمصالح اليمنيين من نساء ورجال وأطفال وتجاربهم المعيشية».
في السياق نفسه، عقد مكتب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، أول من أمس (السبت)، الاجتماع الأول للجنة التنسيق العسكرية التي ضمت ممثلين عن الأطراف في عمَّان.
وفي بيان رسمي، أفاد مكتب المبعوث بأن الاجتماع حضره ممثلون عسكريون عن الحكومة اليمنية والحوثيين وقيادة القوات المشتركة التابعة لتحالف دعم الشرعية، وترأس الاجتماع المستشار العسكري للمبعوث الأممي العميد أنتوني هايورد.
وبحسب البيان، ركزت النقاشات البنَّاءة على إنشاء آلية نشطة لتنسيق الحوار والتواصل المنتظمين بهدف معالجة خفض تصعيد الأحداث التي لها أثر على المدنيين، والتي تهدد بعرقلة الهدنة عن مسارها.
ونقل البيان عن العميد هايورد قوله: «من المهم أن تتوفر المساحة الحيادية للأطراف ليتمكنوا من الحديث والتفاعل فيما بينهم بصراحة وصدق واحترام وحرية، مع التركيز على الحلول».
وذكر مكتب المبعوث الأممي أن الممثلين في الاجتماع ناقشوا «خيارات آلية مشتركة ستكلف بمهمة التعامل مع الأحداث العسكرية والأمنية المثيرة للقلق، وخفض تصعيدها بالسرعة المطلوبة على المستويين الاستراتيجي والعملياتي».
في السياق نفسه علق غروندبرغ بقوله إن «الاجتماع الذي جمع ممثلين عسكريين للأطراف وجهاً لوجه منذ وقت طويل يأتي لمناقشة سُبُل لتحسين الحوار والتواصل بين الأطراف، وهو خطوة في غاية الأهمية نحو بناء الثقة ودعم العملية السياسية»، مؤكداً أنه على الأطراف أن تستمر بانتهاج هذه الخطوات الإيجابية بتأكيدها على استمرار عمل لجنة التنسيق العسكرية، التي وافق الممثلون فيها على عقد اجتماع لاحق للمتابعة.
وكان رئيس الوفد الحكومي في مفاوضات فك الحصار عن تعز عبد الكريم شيبان قال في بلاغ صحافي «ما زال النقاش والمشاورات مستمرة في العاصمة الأردنية عمّان، حول رفع المعاناة عن أبناء تعز وفتح الخطوط الرسمية المعروفة».
وأوضح أن الوفد الحكومي تقدم برؤية كاملة للمبعوث الأممي، حول فتح الطرق الرئيسية التي تربط تعز ببقية محافظات البلاد، وأنه حتى مغرب أول من أمس (السبت)، لا يزال الوفد ينتظر نتيجة الجهود التي يبذلها المبعوث الأممي، هانس غروندبرغ، لإقناع وفد الجماعة الانقلابية بالموافقة عليها.
وأضاف شيبان: «نأمل أن تكون هناك استجابة لمطالب أبناء تعز وضمان الحصول على حقهم المشروع في التنقل بحرية وكرامة، وهو الحق الذي تكفله جميع الأعراف والقوانين المحلية والدولية».
ويأمل الوفد الحكومي أن توافق الميليشيات الحوثية على فك الحصار عن تعز من خلال فتح الطرق الرئيسية المعروفة التي تربط المحافظة مع غيرها من المحافظات، في حين طرحت الجماعة الحوثية فكرة فتح طرق ثانوية يقول الجانب الحكومي إنها طرق قديمة كانت مخصصة للتنقل عبر الحمير والجمال.