أصدرت محكمة مصرية، أمس، حكماً بالإعدام شنقاً على المتهم بقتل الكاهن أرسانيوس وديد بمدينة الإسكندرية، وذلك بعد أن أحالت محكمة جنايات الإسكندرية الشهر الماضي أوراق المتهم إلى مفتي الديار المصرية لاستطلاع الرأي (غير ملزم) بشأن إعدامه.
واطلعت المحكمة خلال جلسات سابقة على فيديوهات لكاميرات مراقبة، رصدت المتهم أثناء هجومه على الضحية في الطريق العام وعلى كورنيش المدينة. وقد أثار حادث مقتل الكاهن في أبريل (نيسان) الماضي حالة استياء واسعة بمصر، وبدأت السلطات الأمنية والقضائية تحقيقات وتحريات في واقعة مقتل الكاهن، الذي قالت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية إنه «تعرض لاعتداء باستخدام آلة حادة في رقبته من قبل المتهم»، وقدمت مؤسسات إسلامية العزاء إلى البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، في حادث مقتل الكاهن وديد.
وكان المتهم قد اعترف أمام النيابة العامة في بداية التحقيقات بارتكابه الواقعة، ثم عاد وعدل عن اعترافه، وادعى سابق إصابته باضطرابات نفسية منذ عشرة أعوام دخل على إثرها أحد مستشفيات الصحة النفسية لتلقي العلاج، وأنه يفقد السيطرة على أفعاله أحياناً.
وأمر النائب العام المصري المستشار حمادة الصاوي حينها بحبس المتهم، وإيداعه تحت الملاحظة الطبية بأحد مستشفيات الأمراض النفسية والعصبية، لبيان حقيقة ما ادعاه من سابقة معاناته من أمراض نفسية تُفقده السيطرة على أفعاله. وفي ختام تحقيقات النيابة المصرية، أمر النائب العام بإحالة المتهم إلى المحاكمة الجنائية العاجلة، استنادًا إلى «تقرير مصلحة الطب الشرعي، وأقوال 17 شاهد عيان، وتقرير المجلس الإقليمي للصحة النفسية، الذي أثبت أن المتهم لا يعاني من أي اضطرابات أو أمراض نفسية، وأنه كان في كامل قواه العقلية لحظة ارتكابه للواقعة».