في خطوة ستمثل نصراً كبيراً لروسيا التي كثفت منذ أسابيع هجماتها في الشرق الأوكراني، بدأت القوات الأوكرانية تنسحب من مدينة سيفيرودونيتسك، التي أضحت شبه مدمرة بعد أسابيع من القصف وقتال الشوارع.
في حين أعلن الانفصاليون الموالون لموسكو أن آلاف المقاتلين الأوكران باتوا محاصرين. وقالت قوات لوغانسك الموالية "تمكنا من تطويق أكثر من 4000 عسكري أوكراني قرب "ليسيتشانسك" آخر المدن الخاضعة للسيطرة الأوكرانية في لوغانسك.
وإلى الجنوب من ليسيتشانسك، قال رئيس بلدية هيرسك أولكسي بابتشينكو، إن القوات الروسية دخلت البلدة واحتلت المنطقة بالكامل، أمس الجمعة.
ليسيتشانسك.. محور المعركة القادمة
ما يجعل القوات الروسية قريبة فيما يبدو من السيطرة الكاملة على لوغانسك، إذا ما تمكنت من السيطرة لاحقا أيضا على ليسيتشانسك الواقعة مقابل سيفيرودونيتسك، على الضفة الأخرى من النهر لتكون محور المعركة القادمة.
وكانت القوات الأوكرانية صمدت لأسابيع ضد الهجوم الروسي في سيفيرودونيتسك في محاولة لاستنزاف القوات الروسية وكسب الوقت حتى وصول إمدادات الأسلحة الثقيلة، إلا أنها أعلنت، أمس الجمعة، انسحابها.
فيما قالت وزارة الدفاع الأوكرانية إن الروس يحاولون محاصرة ليسيتشانسك، وشنوا هجمات على سيفيرودونيتسك لضمان السيطرة الكاملة عليها.
وفي السياق، أوضح المحلل العسكري المقيم في كييف، أولكسندر موسيينكو لرويترز، أنه كان على المقاتلين الأوكران التقهقر والانسحاب تكتيكيا لأنه لم يتبق هناك شيء للدفاع عنه، في إشارة إلى دمار المدينة بالكامل.
كما أضاف أنهم انسحبوا لمنع تطويقهم.
يذكر أنه منذ مارس الماضي، أطلقت موسكو المرحلة الثانية من العملية العسكرية على أراضي الجارة الغربية، مركزة معاركها على طول خط المواجهة في الجنوب وفي منطقة دونباس خصوصاً، وهي منطقة شرقية تتكون من لوغانسك وجارتها دونيتسك.
وتسعى روسيا إلى السيطرة على كامل حوض دونباس، بعدما سيطر على بعض أجزائه الانفصاليون الموالون لها عام 2014، بهدف فتح ممر بري يصل الشرق بشبه جزيرة القرم التي ضمتها إلى أراضيها بنفس العام.