بعلاقات متنامية وشراكة تُعزز مسارات التعاون، دخلت العلاقات المصرية – القطرية مرحلة جديدة متقدمة من المصالحة، بعد خلاف سياسي إقليمي دام سنوات عدة.
ووفق سفير قطر بالقاهرة، سالم مبارك آل شافي، فإن زيارة أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى مصر «تدفع قدماً بمسار العلاقات بين البلدين في المجالات كافة، وتعزز المنحى الإيجابي الملاحظ لها منذ اتفاق العُلا بالمملكة العربية السعودية»، مؤكداً أن «العلاقة مع مصر أخوية وتاريخية، وقطر تعد مستثمراً رئيسياً بمصر في جميع القطاعات، وستستمر استثماراتها في مصر كما استمرت الروابط التاريخية بين البلدين».
وتنامت العلاقات بين القاهرة والدوحة منذ توقيع «اتفاق العُلا»، الذي اتفقت فيه المملكة العربية السعودية ومصر والإمارات والبحرين في يناير (كانون الثاني) 2021 على إنهاء مقاطعتها لقطر، التي بدأت منذ عام 2017. وعلى مدار الأشهر الماضية، دخلت العلاقات المصرية – القطرية مرحلة جديدة، عبرت عنها زيارات متبادلة متكررة على كل المستويات، وشهدت توقيع العديد من اتفاقيات التعاون ومذكرات التفاهم في مجالات سياسية واقتصادية.
وفي نهاية مارس (آذار) الماضي، التقى في القاهرة رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وتباحثا في مجموعة من الاستثمارات القطرية، والشراكات التي ستضخها الدوحة في الاقتصاد المصري، بإجمالي يصل إلى خمسة مليارات دولار. وعقب الزيارة أعلن مجلس الوزراء المصري أن «القاهرة والدوحة اتفقتا على توقيع اتفاقات استثمارية بقيمة خمسة مليارات دولار». كما التقى الرئيس السيسي، وزير الخارجية القطري، الذي ثمّن «دور مصر المحوري بالمنطقة، باعتبارها ركيزة أساسية لأمن واستقرار الوطن العربي».
وعقب «قمة العُلا»، وجّه أمير قطر دعوة إلى السيسي لزيارة الدوحة، وبعدها بنحو ثلاثة أسابيع نقل وزير الخارجية المصري، سامح شكري، دعوة مصرية للأمير تميم لزيارة القاهرة؛ حيث كانت الزيارة هي الأولى لمسؤول مصري رفيع إلى قطر منذ عام 2013.
وفي أغسطس (آب) الماضي، أجرى الرئيس السيسي محادثات في العاصمة العراقية بغداد مع أمير قطر، على هامش «قمة التعاون والشراكة». واتفق الزعيمان على «أهمية مواصلة التشاور والعمل من أجل دفع العلاقات بين البلدين خلال المرحلة المقبلة، واستمرار الخطوات المتبادلة بهدف استئناف مختلف آليات التعاون الثنائي، اتساقاً مع ما يشهده مسار العلاقات المصرية – القطرية من تقدم في إطار ما نص عليه بيان العُلا».
وفي يونيو (حزيران) 2021، أجرى وزير الخارجية المصري مباحثات مع نظيره القطري، واتفقا على «دفع أوجه التعاون الثنائي في القطاعات ذات الأولوية، بما يحقق مصالح البلدين والشعبين الشقيقين».
وعينت كل من مصر وقطر سفيراً لدى الدولة الأخرى. كما التقى السيسي، أمير قطر في أكثر من مناسبة، كان آخرها في فبراير (شباط) الماضي، وذلك على هامش حضورهما افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين.
وبحسب تصريحات لآل شافي، مساء أول من أمس، فإن «زيارة الشيخ تميم لمصر ولقاءه مع شقيقه الرئيس السيسي تأتي تتويجاً للجهود والاتصالات، وتبادل الزيارات بين كبار المسؤولين في البلدين على مدى الأشهر الماضية، وتصب في صالح علاقات التعاون الحالية والمستقبلية بين البلدين في المجالات كافة»، مشيراً إلى أن «الظروف الحالية التي يمر بها العالم، وحالة عدم اليقين، وعدم الاستقرار تفرض العديد من التحديات أمام الحكومات والشعوب، ما يتطلب التشاور بين قيادتي البلدين لتبادل الرؤى ووجهات النظر، إزاء التعامل الأمثل مع هذه المسائل والقضايا».
وأشاد آل شافي بـ«المستوى الذي بلغته العلاقات القطرية – المصرية منذ تسلمه مهام عمله سفيراً لدولة قطر لدى مصر»، مثنياً على «الزخم المتزايد في الحراك المتعلق بها، خصوصاً بعد أن شهدت الفترة الماضية انعقاداً منتظماً للجنة المتابعة بين البلدين، وزيارات متبادلة على المستوى الوزاري، وعلى مستوى كبار المسؤولين، وهي الزيارات التي أسست لتعاون مستقبلي يحقق المصالح المشتركة للبلدين، في ظل القيادة الرشيدة للرئيس السيسي والشيخ تميم».