مهد الإعلان عن التشكيل الرسمي لـ«مجلس أمناء» الحوار الوطني في مصر، لانطلاق أولى جلساته برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، والمقررة في يوليو (تموز) المقبل، وسط ترقب لقائمة وهوية المشاركين، وإمكانية انضمام قوى محسوبة ناهضت «ثورة 30 يونيو (حزيران)». وقال سياسيون إن تشكيل المجلس –وإن غاب عنه معارضون بارزون– «يحظى بتنوع في الاهتمامات السياسية والفكرية والحزبية».
ودعا السيسي، نهاية أبريل (نيسان) الماضي، لبدء حوار سياسي بشأن «أولويات العمل الوطني في المرحلة الراهنة»، مع كافة القوى. وأعقب دعوة الرئيس المصري، الإفراج عن بعض السجناء من السياسيين والنشطاء.
وأعلنت إدارة «الحوار الوطني»، مساء أول من أمس، تشكيل مجلس الأمناء المكون من 19 عضواً، بعد التشاور مع القوى السياسية والنقابية والأطراف المشاركة في الحوار. ومن بين الأسماء الموجودة: الدكتور جودة عبد الخالق، وزير التضامن الاجتماعي الأسبق، والدكتور سمير مرقص، الباحث والكاتب السياسي، والدكتور عمرو هاشم ربيع، نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية.
وقال ضياء رشوان، المنسق العام للحوار الوطني، إن الأسماء المعلنة لمجلس أمناء الحوار الوطني تعبر عن حالة التوافق، وهي تحظى باحترام كبير، مضيفاً في تصريحات له أمس، أنها تحتوي على «تنوع في الاختصاصات والتوجهات والأفكار، بما يعبر عن حالة المجتمع المصري».
ولفت إلى أن «الحوار الوطني متعدد المحاور والمراحل، ولا بد من أن تكون هناك عملية تنظيمية لهذه المحاور، بحيث توزع على لجان متخصصة نوعية كبيرة، وأيضاً لجان فرعية إذا كان هناك ما يستحق لبعض القضايا».
وأشار رشوان إلى أن مجلس الأمناء سترفع إليه المخرجات الأولية للجان، كي يقرر القرار النهائي بها، من حيث إنه سيتم التوافق التام عليها أو سيكون هناك اختلاف عليها، وسترفع مخرجاتها ضمن مخرجات الحوار إلى رئيس الجمهورية.
ومن المقرر أن ينطلق الحوار الوطني في الأسبوع الأول من يوليو القادم. وبينما توقعت مصادر إعلامية تأجيله لبعد إجازة عيد الأضحى. رد رشوان بأنه «سيتم الإعلان في القريب العاجل على الرأي العام المصري، كيفية بدء الحوار، بالإضافة إلى جدول أعماله في الفترة القادمة».
وأعلن حزب «الوفد» الليبرالي العريق، ترحيبه بتشكيل مجلس أمناء الحوار الوطني، مؤكداً في بيان له أن التشكيل الذي ضم القيادي الوفدي الدكتور هاني سري الدين: «عكس في طياته اختيار فئات مختلفة من المجتمع، كما أنه يعبر عن التنوع في اختياره شخصيات من تيارات سياسية مختلفة».
وقال ياسر الهضيبي، المتحدث باسم «الوفد»، إن الحوار الوطني «جاء في توقيت صائب للغاية، ويعكس حرص الدولة المصرية على تلاقي الأفكار»، داعياً الجميع لـ«تغليب مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، والمشاركة بفاعلية».
بدوره، قال الكاتب الصحافي عماد الدين حسين، عضو مجلس أمناء الحوار الوطني وعضو مجلس الشيوخ، إن الهدف الرئيسي من الحوار أن «تخرج مصر أكثر مناعة برؤية واضحة لمواجهة كل المشكلات والتحديات»، وأوضح لوكالة «أنباء الشرق الأوسط» أن «دور الحوار هو أن يوفر خريطة طريق لحل القضايا المختلفة».
وذكر حزب «حماة الوطن» أن تشكيل مجلس أمناء إدارة الحوار الوطني جاء معبراً عن المشاركة الفعّالة المتنوعة لمختلف الرؤى الوطنية والخبرات الفنية والمهنية، بما يضمن التوصل إلى مخرجات إيجابية للحوار، وبما يخدم صالح المواطن المصري.
من جانبه، وصف حزب «التجمع» تشكيل مجلس الأمناء بـ«خطوة مهمة على طريق إجراء حوار جاد وبناء»، لافتاً إلى أن «تنوع الشخصيات الموجودة بالتشكيل سوف ينعكس بالإيجاب على مخرجات الحوار».
في المقابل، لم تعلن «الحركة المدنية الديمقراطية»، التي تضم أحزاباً ليبرالية وقوى معارضة، موقفها من إعلان مجلس الأمناء؛ خصوصاً أنهم اشترطوا من قبل وجود «أمانة فنية للحوار» يترأسها أمين عام تختاره المعارضة.
وكان ضياء رشوان، المنسق العام لجلسات الحوار، قد أعلن الخميس الماضي، خلال برنامجه المذاع عبر فضائية «etc»، عن توجيه الأكاديمية الوطنية للتدريب دعوات للمشاركة في الحوار، إلى كل من عالم الفضاء المصري المقيم في الولايات المتحدة، عصام حجي، وأستاذ العلوم السياسية عمرو حمزاوي، بالإضافة إلى الإعلامية جيهان منصور، وأن الثلاثة رحبوا بالدعوة، قبل أن يعلن حجي في تغريدة عبر «تويتر» أنه لن يشارك في أي حراك سياسي، مثمناً المشاركين والقائمين على الحوار، بينما لم يعلق بقية المدعوين.