أعرب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن ثقته في تجاوز بلاده للتداعيات المحلية لأزمتي «الحرب الروسية – الأوكرانية»، و«جائحة كورونا»، معتبراً أن هناك «قوى شر» لا تزال تتربص بمصر.
وعبر كلمة بمناسبة الذكرى التاسعة لـ«ثورة 30 يونيو (حزيران)» التي أطاحت حكم تنظيم «الإخوان» وتصنفه السلطات المصرية «إرهابياً»، خاطب السيسي مواطنيه بالقول: «لا يخفى عليكم حجم الأذى الذي أصاب دولاً أكبر اقتصاداً وأكثر تقدماً بسبب الجائحة وما نتج عنها من تعطل لسلاسل الإمداد العالمية، وكذلك الحرب وما ارتبط بها من أزمة غير مسبوقة في الغذاء سواء توافراً أو أسعاراً».
ورأى السيسي أنه «لولا البرنامج الوطني للإصلاح الاقتصادي الذي تم تنفيذه بنجاح ودقة منذ عام 2016 وشهد بذلك القاصي والداني، ولولا ما تحقق في السنوات الماضية من جهود تنموية تسابق الزمن لكانت مواجهة تداعيات الأوضاع الدولية الحالية أمراً في غاية الصعوبة».
ورأى السيسي أن مصر «تسير على الطريق الصحيح بإرادة وطنية صلبة لا تبتغي إلا الصالح العام ولا تضع نصب أعينها إلا تطلعاتكم (المصريين) نحو الحياة الكريمة والمستقبل الآمن المزدهر». واستكمل: «كما عبرت مصر الصعاب على امتداد تاريخها العريق فإن ثقتي كاملة بأنها ستعبر الأزمات الدولية الراهنة بانعكاساتها المحلية وستواصل بلا توقف مسيرتها نحو بناء الدولة المتقدمة والوطن الآمن والمجتمع المستقر».
ووصف الرئيس المصري، «ثورة 30 يونيو» بأنها «لحظة فارقة في تاريخ الوطن الغالي»، وتابع أن «مصر واجهت موجات عاتية من الإرهاب الأسود وتحالفاً ملعوناً بين قوى شر ودمار أرادت وما زالت تريد النَّيل من وطننا، تلك الموجات التي تحطمت على صخور إرادة المصريين الصلبة».
وقال إن المصريين اختاروا «المستقبل الذي يرتضونه لأبنائهم وأحفادهم، اختاروا الدولة المدنية الحديثة بهويتها المصرية الوطنية المتسامحة والمنفتحة على العالم»، وأن «لحظة (30 يونيو) أعلن فيها المصريون للعالم أجمع أن هدوءهم لم يكن إلا قوة، وصبرهم لم يكن إلا صلابة، وتسامحهم لم يكن إلا حكمة متصالحة مع الزمن».
وأضاف السيسي أن «روح ثورة الثلاثين من يونيو بما تمثله من تحدٍّ وقدرة على قهر المستحيل ذاته ما زالت هي نبراس عملنا حتى اليوم، وشعاع النور الذي يقودنا ويلهمنا في التصدي للتحديات الراهنة بعد أن نجحنا بفضل الله وإرادة الشعب في اجتياز تحديات توهَّم المتربصون، بل تمنوا، أن تكسرنا وتقضي علينا».
واستعرض السيسي الأوضاع الاقتصادية لدى توليه الحكم في عام 2014، وقال: «إننا واجهنا وضعاً اقتصادياً غير مسبوق فاستعنّا عليه من بعد الله بصمود أسطوري لشعب عظيم كما علّم الإنسانية يوماً الحضارة والمدنية، يضرب المثل الآن في إدراك قيمة الوطن والحفاظ عليه وتحمل المشاق في سبيل ذلك».
وتابع: «لم نكتفِ بمواجهة تلك التحديات والتعلل بها لتأجيل معركة التنمية والتقدم؛ بل مضينا في المسارين معاً؛ البقاء والبناء، بقاء الدولة وترسيخ أركانها وبناء المستقبل فانطلقت سواعد أبنائنا وبناتنا في كل شبر من أرض مصر تعمّر وتشيّد وتقيم بإذن الله للمجد قواعد جديدة».