– مريض ارتفاع الضغط وتركيبة الأسنان
> عمري 78 سنة ولدي ارتفاع في ضغط الدم وارتفاع الكولسترول. وظهر عندي نتوء صغير أبيض اللون في اللثة اليمنى السفلى تحت طقم الأسنان الصناعية مباشرة بطول سنتمتر تقريباً لا يؤلم إلا قليلاً عند الضغط عليه. ما تنصح؟
– هذا ملخص أسئلتك. ومرضى ارتفاع ضغط الدم واضطرابات الكولسترول ومرضى القلب بالعموم، بحاجة إلى الاهتمام بأربعة جوانب عندما تكون لديهم تركيبات أسنان، سواء كانت أطقم الأسنان الجزئية أو الكلية. وهي:
– العناية الجيدة بطقم الأسنان للحفاظ على نظافته الخارجية (الجزء الذي يظهر للعيان) والداخلية (الجزء الملامس للثة).
– الاهتمام بصحة اللثة نفسها، لإبقائها بحالة صحية جيدة تساعد على ثبات طقم الأسنان، وتحفظ اللثة من أي التهابات أو تكون نتوءات.
– متابعة تأثيرات الأدوية التي يتناولها المرء على صحة اللثة والفم وثبات طقم الأسنان. سواء الأدوية لعلاج ارتفاع ضغط الدم أو أمراض القلب. مثل أدوية إدرار البول وأدوية محاصرات قنوات الكالسيوم وغيرها.
– وإن كان طقم الأسنان جزئياً، وثمة أسنان طبيعية ثابتة في مكانها، يجدر الاهتمام بكيفية العناية بها وباللثة من حولها، وكيفية التعامل مع الأدوية التي يتناولها الشخص عند أي إجراءات علاجية في الأسنان، كخلع الضرس مثلاً، مثل أدوية زيادة سيولة الدم، وأيضاً الأدوية المضادة للصفائح الدموية كالأسبرين. ومدى الحاجة لتلقي مضادات حيوية.
والخطوة الأهم، العناية الصحية بطقم الأسنان. ولذا يجدر نزعه بعد تناول الطعام، وشطفه بالماء، مع الحرص على عدم انكسار الطقم أثناء ذلك أو تلف أي من أجزائه. ثم تنظيف الفم بعد إزالة الطقم باستخدام فرشة أسنان ناعمة. أي اللثة واللسان وسقف الحلق. وإضافة إلى هذا الشطف السريع لطقم الأسنان بعد تناول أي من وجبات الطعام، يجدر تنظيف الطقم مرة على الأقل يومياً بفرشاة ناعمة وبغسول خاص غير كاشط، لإزالة بقايا الطعام وغيرها من الرواسب. مع ملاحظة عدم استخدام غسول طقم الأسنان لتنظيف داخل الفم.
وقبل النوم، يجدر وضع الطقم في ماء أو في محلول خفيف خاص بأطقم الأسنان طوال الليل. ثم شطف طقم الأسنان جيداً في الصباح، قبل وضعه في الفم، لإزالة بقايا محلول النقع الليلي لطقم الأسنان. ولاحظ أن أدوية مدرات البول، قد تتسبب بجفاف في الفم، ما قد يتسبب بزوال الطبقة اللعابية التي ترطب الفاصل بين اللثة وباطن طقم الأسنان. الأمر الذي قد يتسبب بالتهابات سطحية نتيجة الاحتكاك أو تكوين نتوءات مؤلمة أو غير مؤلمة. كما أن بعض أدوية علاج القلب أو ارتفاع ضغط الدم، خصوصاً من فئة أدوية حاصرات قنوات الكالسيوم، قد تتسبب بنمو اللثة وتضخمها. وهو ما قد يتسبب باختلال ثبات طقم الأسنان، وتداعيات ذلك على سلامة اللثة، وعلى مدى الاستفادة من طقم الأسنان في عملية المضغ.
بالعموم، لا يتسبب تناول الأدوية المضادة للصفائح الدموية، كالأسبرين، بمشاكل النزيف في اللثة، إذا كان طقم الأسنان قد تم صنعه وتثبيته عند الوضع داخل الفم بعناية. كما من غير المتوقع أن تتسبب أدوية زيادة سيولة الدم بأي اضطرابات مشابهة.
ولكن عند ملاحظة أي تغيرات في اللثة أو نزيفاً، تجدر مراجعة طبيب الأسنان.
أما بالنسبة للنتوء، فلاحظ أن الأشخاص الذين يستخدمون أطقم الأسنان غالباً ما يعانون من مشكلات في ثبات الطقم والراحة عند استخدامه. لذا يجدر استبدال أطقم الأسنان كل حوالي 8 سنوات على أبعد تقدير، بسبب التغيرات العظمية في الفك، وفي شكل اللثة نفسها، وفي تجويف باطن طقم الأسنان، بمرور الوقت.
وإذا كان الشخص يرتدي طقم أسنان غير مناسب لفترة طويلة من الوقت، فقد يصاب بمشاكل وإزعاج في اللثة، مثل تورم اللثة. وذلك عندما لا يتلاءم طقم الأسنان مع ملامح طبوغرافيا الفم بشكل صحيح، ما قد يُؤدي إلى الاحتكاك المتكرر بأنسجة اللثة بطرق غير طبيعية، وهي التي قد لا يشعر المرء بحصولها لفترة طويلة. ويتسبب الاحتكاك والضغط الزائد ضد اللثة في تورم وتهيج اللثة، وألم اللثة، وربما النزيف عند ارتداء طقم الأسنان، وكذلك ربما الصداع المزمن، أو ألم المفصل الفكي الصدغي قرب الأذن.
كما قد تنشأ بثور ونتوءات ليفية على اللثة، إذا كان طقم الأسنان يميل إلى الاحتكاك بمناطق معينة من الفم. وظهور هذه البثور هو محاولة من الجسم لحماية نفسه من أذى ذلك الاحتكاك. وقد تُصاب البثور تلك بالعدوى الميكروبية، ما يزيد من حجمها أو الألم فيها أو تغير شكلها.
لذا يجدر مراجعة الطبيب والتأكد من ملائمة طقم الأسنان، ومراجعة الأدوية التي يتناولها المرء، قبل التقدم نحو فحوصات متعمقة للنتوء إذا لزم الأمر.
– ارتفاع ضغط الدم بالليل
> لدي مرض السكري وارتفاع ضغط الدم. وألاحظ أن قياسات ضغط الدم لدي أعلى في فترة المساء. ما السبب وما تنصح؟
– هذا ملخص أسئلتك. ولاحظ أنه مع اهتمام الشخص بإجراء القياس المنزلي لضغط الدم في فترات المساء، يُمكن ملاحظة هذا الارتفاع الليلي في ضغط الدم لدى بعض المرضى. وهذا الاهتمام بالقياس المنزلي، باستخدام جهاز جيد لقياس ضغط الدم، هو بالفعل سلوك صحي ممتاز في متابعة قراءات قياس ضغط الدم والاطمئنان على ضبطه.
ومن الممكن حصول ذلك الارتفاع الليلي لدى بعض المرضى الذين لديهم مرض السكري وارتفاع ضغط الدم، والذين يتناولون أدوية معالجتهما. كما لاحظ معي أن الطبيعي في قياسات ضغط الدم، هو أن ينخفض في فترة الليل، ويبدأ في الارتفاع قبل استيقاظ المرء من النوم في الصباح. ثم يستمر في الزيادة أثناء ساعات النهار، حتى يصل إلى أقصى ارتفاع له في منتصف اليوم. وبعدها يبدأ ضغط الدم في الانخفاض التدريجي في فترة آخر النهار وفي المساء. ثم يواصل ضغط الدم الانخفاض بصورة طبيعية ليلاً أثناء النوم. أي أن الطبيعي هو أن يكون ضغط الدم بالعموم أقل في الليل مقارنة بالنهار. تحديداً، الطبيعي حصول انخفاض مقدار ضغط الدم في الليل بنسبة 10 إلى20 في المائة، مقارنة بمقداره في النهار. ولاحظ معي كذلك أن المطلوب في معالجة ارتفاع ضغط الدم هو ضبطه ضمن المعدلات الطبيعية طوال ساعات اليوم الـ24 في الليل والنهار. وتُعرف الأوساط الطبية ارتفاع ضغط الدم الليلي أنه ما كان أعلى من 120/70 ملم زئبق، وارتفاع ضغط الدم بالنهار (في العيادة أو في المنزل بالصباح) ما كان أعلى من 130/800 ملم زئبق، لأن هذه القياسات هي المطلوب الوصول إليها في ضبط ضغط الدم.
وضبط ارتفاع ضغط الدم بالشكل المطلوب يشمل تحقيق ثلاثة أمور:
– خفض ضغط الدم ضمن المعدلات المُستهدفة علاجياً طوال الـ24 ساعة.
– الحفاظ على إيقاع التغير اليومي في مقدار ضغط الدم (أي الانخفاض الليلي مقارنة بالنهار).
– منع حصول أي تقلبات تفوق المعدل الطبيعي في ضغط الدم بالنهار أو الليل.
ومن أهم أسباب ارتفاع ضغط الدم بالليل هو عدم كفاية الأدوية في تحقيق نجاح معالجة مريض ارتفاع ضغط الدم. وذلك إما لعدم تناول أدوية ضغط الدم وفقاً لإرشادات الطبيب، أو عدم كفاية جرعة العلاج، أو عدم توزيع أوقات تناول تلك الأدوية بالشكل الذي يحتاجه المريض في أوقات الليل والنهار.
وتشير المصادر الطبية إلى أسباب أخرى، من أهمها إصابة المرء بمرض انقطاع التنفس أثناء النوم، دون أن يعلم ذلك. وكذلك وجود ضعف في الكلى، أو كسل الغدة الدرقية، أو عدم تناول وجبات العشاء بمكونات صحية، أو قلة ممارسة الرياضة البدنية، أو السمنة، أو التدخين الليلي، أو الأرق المزمن. وهذه العوامل المحتملة قد تكون السبب في ارتفاع ضغط الدم الليلي، وتتطلب من الطبيب المعالج التنبه لها.
لذا تجدر مراجعة الطبيب للبحث في الأسباب المُحتملة ومعالجتها، وإن لم يكن ثمة أي منها، فيجدر العمل على تعديل جرعات وأوقات تناول أدوية علاج الضغط. وتذكر حقيقة طبية، وهي أن ارتفاع ضغط الدم يُمكن ضبطه وخفضه ليكون ضمن المعدلات الطبيعية لا محالة، ولكن هذا يتطلب متابعة وتعاوناً مع الطبيب.
– استشاري باطنية وطب قلب للكبار
– الرجاء إرسال الأسئلة إلى العنوان الإلكتروني: [email protected]