قالت الوكالة الوطنية للمياه والغابات في المغرب إن فرق التدخل الميدانية لمكافحة الحرائق، التي تشهدها العديد من غابات شمال المملكة، تمكنت من احتواء ثلاثة حرائق بصفة نهائية، فيما تتواصل الجهود بكثافة لتطويق باقي الحرائق في الساعات المقبلة.
وذكرت الوكالة في بيان لها مساء أول من أمس أنه في خضم الجفاف الاستثنائي وموجة الحرارة الكبيرة، التي تعرفها المملكة، تشهد العديد من غابات شمال البلاد اندلاع حرائق كثيفة في أقاليم (محافظات) تازة (شمال شرق) والعرائش ووزان وشفشاون وتطوان (شمال)، مؤكدة أنه ولليوم الخامس على التوالي تواصل مختلف فرق مكافحة حرائق الغابات ضمان فاعلية التدخل الجوي والبري، رغم ارتفاع درجات الحرارة ووعورة التضاريس، وهبوب رياح «الشركي».
وحسب المصدر ذاته، فقد بلغت المساحة المتضررة منذ مساء الأربعاء حتى حدود الأحد 6.600 هكتار، مشيراً إلى أن الجهود الميدانية لفرق التدخل انصبت في البداية على تأمين سلامة القرى المجاورة للحرائق، والحفاظ على ممتلكات سكانها، حيث تم إخلاء 20 دواراً (كفراً).
ومن أجل مواجهة هذه الحرائق، يضيف البيان، تمت الاستعانة خلال هذه العمليات بخمس طائرات «كنادير»، وثماني طائرات من نوع «توربو تراش» تابعة للدرك الملكي، مشيراً إلى أنه جرت لأول مرة الاستعانة بطائرة «الدرون» تابعة للوكالة الوطنية للمياه والغابات من أجل رصد وتتبع بؤر الحرائق، وبالتالي تحديد أولويات التدخلات الجوية والبرية بعد دراسة وتحليل الصور تحت الحمراء.
وذكرت الوكالة أنه تم احتواء ثلاثة حرائق بصفة نهائية، ويتعلق الأمر بحريق تاهلة (تازة) وساحل المنزلة (العرائش)، ومقريصات (وزان)، بالموازاة مع عودة 95 في المائة من السكان لمنازلهم بعد السيطرة الكاملة على هذه الحرائق. وأضاف البيان أن الجهود متواصلة بكثافة لتطويق باقي الحرائق في الساعات المقبلة.
من جهة أخرى، يضيف المصدر ذاته، شرعت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، عبر الوكالة الوطنية للمياه والغابات، في تشخيص الوضع والإحصائيات، وتحديد الآثار والانعكاسات لبرمجة المشاريع المندمجة من أجل إعادة تأهيل المنظومات المتضررة، وذلك بالاعتماد على الأصناف الغابوية المتأقلمة مع الخصوصيات الطبيعية لكل منطقة بداية من موسم التشجير المقبل. كما تم وضع خلية على المستويين المركزي والمحلي من أجل تحديد التدابير، والإجراءات اللازمة والعاجلة لمواكبة السكان المتضررين من هذه الحرائق، وكذا برمجة مشاريع تنموية مندمجة.
وفي إقليم شفشاون، أفادت مصادر محلية بأنه تم إلى حدود مساء الأحد التحكم «بشكل عام» في محيط النيران الناجمة عن الحريق، الذي تعرفه المنطقة الغابوية الموجودة على مستوى جماعتي (قريتي) تاسيفت وتلمبوط، مع تحييد الخطر الذي قد يطول القرى والتجمعات السكنية المجاورة. مبرزة أن الحصيلة المؤقتة للخسائر التي طالت الغطاء الغابوي، تبقى حالياً مستقرة في نحو 80 هكتاراً من البلوط الفليني والبلوط الأخضر والأرز. أما في إقليم تطوان فقد أفادت مصادر من السلطات المحلية بأن جهود فرق مكافحة النيران تمكنت أمس من السيطرة على حريق غابة بني إيدر بجماعة قرية) الخروب، حيث تقدر المساحة الإجمالية التي طالتها النيران بما يناهز 500 هكتار، يشكل الغطاء الغابوي النصف منها.
وفي إقليم العرائش، أفادت مصادر محلية بأن جهود فرق مكافحة النيران لا تزال متواصلة لمواجهة الحريق، الذي اندلع بغابة «بني يسف آل سريف» الموجودة بالمجال الترابي لجماعتي (قريتي) سوق القلة وبوجديان، حيث تم إلى حدود مساء الأحد التحكم في 70 في المائة من الحريق.
وأوضحت المصادر ذاتها أنه ما زالت هناك خمس بؤر للنيران ضعيفة القوة، تجاهد طواقم الإطفاء لإخمادها.