انتشر وسم «طفس رائحة الموت في كل مكان» على صفحات التواصل الاجتماعي المحلية في محافظة درعا جنوب سوريا، بعدما شهدت مدينة طفس، بريف درعا الغربي، خلال اليومين الماضيين حوادث انفلات أمني مختلفة أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 5 أشخاص وجرح 7 بينهم نساء وأطفال. وأفادت مصادر محلية بمقتل أربعة أشخاص من مدينة طفس، مساء الاثنين، مشيرة إلى أنهم من عناصر المعارضة سابقاً قبل اتفاق التسوية الذي حدث جنوب سوريا عام 2018، وعملوا بعد اتفاق التسوية كعناصر محلية تابعة للجنة المركزية للتفاوض، وتم قتلهم على أيدي أحد القادة السابقين لما تُسمّى «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقاً) بعد استدراجهم إلى أحد الأماكن بين مدينة طفس وبلدة اليادودة غربي درعا.وربط ناشطون في درعا حادثة تصفية عناصر اللجنة المركزية بحادثة الانفجار الذي أصاب منزل القيادي إياد جعارة في مدينة طفس، يوم الأحد الماضي. واتهم مقربون من إياد الجعارة عناصر تابعة للجنة المركزية بحادثة تفجير منزله والذي قُتلت نتيجته زوجته وأُصيب هو مع عدد من أفراد عائلته وبينهم أطفال ونساء. وطالت الاتهامات في قتل عناصر اللجنة المركزية المدعو م. ج. الملقب بـ«عبيدة»، وهو أحد المقربين من إياد جعارة وكان سابقاً أحد قادة «جبهة النصرة» في درعا، ويسكن في الحي نفسه الذي يسكنه الجعارة في مدينة طفس. ويزعم محمود البردان أبو مرشد، وهو من أبرز أعضاء لجنة التفاوض وقيادي سابق في فصائل المعارضة وما زال يقود مجموعة محلية مسلحة كبيرة في مدينة طفس، أن جعارة و«عبيدة» من التابعين لتنظيم «داعش» ونفّذا عدة اغتيالات في المنطقة طالت أعضاء من لجان التفاوض.وفي وقت سابق من مساء يوم الأحد، أُصيب خمسة عناصر من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الروسية، وطفل وشاب مدني جراء تبادل إطلاق نار، في بلدة معربة بالريف الشرقي لمحافظة درعا، بين مجموعة محلية تابعة للواء الثامن من جهة، ومطلوبين في بلدة معربة من جهة أخرى. وأُفيد بأن مجموعة من عناصر اللواء الثامن قادمة من مدينة بصرى الشام شرق درعا وهي معقل لقوات اللواء الثامن، شنّت عملية دهم لصالون حلاقة لاعتقال مطلوبين بتهم تجارة المخدرات، مما أدى إلى وقوع تبادل إطلاق نار بين الطرفين، بينما قال آخرون إن الحادثة لا تتعلق بتجارة المخدرات وإنما بمشكلات شخصية بين أحد قيادات اللواء الثامن ومالك صالون الحلاقة في بلدة معربة.وباتت مناطق جنوب سوريا وخصوصاً درعا والسويداء من أخطر مناطق العيش في سوريا، حسب الناشط محمد الزعبي. فالظروف الأمنية فيهما، وفقاً له، «لم تعد تطاق… فالاغتيالات وجرائم القتل تتم بشكل شبه يومي. وانتشار السلاح والمخدرات وانعدام المحاسبة العشائرية والحكومية أسهما في تفاقم وتصاعد ظاهرة الانفلات الأمني، لا سيما مع تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية، ما دفع الكثير من شباب المنطقة إلى ترك بيوتهم والسفر أو الهجرة، في حين انتقلت عائلات للعيش في محافظات أخرى». ووصف ما يحصل بأنه عبارة عن «عملية ممنهجة لتفريغ المنطقة من الشباب، خصوصاً أنها من المناطق التي كانت تحت سيطرة المعارضة وعندما سيطر عليها النظام، بدعم روسي، في عام 2018 رفض الكثير من عناصر وقادة المعارضة فيها الترحيل منها إلى الشمال»، بعكس ما حصل مع مناطق أخرى أخلاها المعارضون في مقابل نقلهم إلى شمال سوريا.