لقي شخص مصرعه أمس، في حين أصيب آخر خلال مساهمتهما كمتطوعين ضمن فرق إخماد حريق غابوي اندلع في اليوم نفسه بغابة «خندق تسيانة»، الموجودة بالنفوذ الترابي لجماعة (قرية) كلاز في دائرة غفساي التابعة لإقليم (محافظة) تاونات (شمال شرقي المغرب). في حين جرى تسجيل حالتي وفاة اختناقاً لسيدتين لم ترغبا في الاستجابة لنداءات السلطات المحلية والقوات العمومية بضرورة إخلاء المساكن المهددة بالنيران في محافظة العرائش.
وأوضحت السلطات المحلية في محافظات تاونات، أن الشخص، الذي تعرّض لإصابات متفاوتة الخطورة، نُقل إلى المستشفى الإقليمي لتلقي العلاجات الضرورية، مشيرة إلى أن فرق التدخل كانت قد باشرت مجهوداتها من أجل عزل وتطويق الحريق الغابوي، حيث جرى في مرحلة أولى العمل على تأمين سلامة سكان دوار (كفر) «تاورارت»، الذي يوجد بالقرب من بؤر النيران. بينما تتواصل حالياً الجهود الميدانية للمتدخلين كافة من أجل احتواء هذا الحريق، الذي أتى، في حصيلة مؤقتة على نحو 33 هكتاراً من المجال الغابوي.
وفي محافظة العرائش، أفادت السلطات المحلية بتسجيل اندلاع حرائق غابوية جديدة منذ الاثنين بكل من غابة «بوهاشم جبل العلم»، الواقعة بالمجال الترابي لجماعتي (قريتي) تازورت وبني عروس، وغابة «المنزلة» بجماعة الساحل، وكذا بالقرب من دوار(كفر) «الرمل» بجماعة (قرية) زعرورة، حيث تجنّدت السلطات والمصالح المعنية كافة من أجل مكافحتها. وأوضح المصدر نفسه، أنه تمت لأجل ذلك تعبئة فرق للتدخل مكونة من عناصر الوقاية المدنية والمياه والغابات والدرك الملكي والقوات المساعدة والسلطات المحلية، إلى جانب أفراد من الإنعاش الوطني ومتطوعين من السكان، مدعومين بآليات إطفاء وشاحنات صهريجية وسيارات إسعاف وسيارات نقل وأربع طائرات متخصصة في إخماد النيران من نوع «كانادير». وأشارت السلطات المحلية إلى أن المجهودات الأولى لفرق التدخل همت تأمين سلامة سكان القرى المجاورة لأماكن الحرائق، حيث تم نقل 500 أسرة من مساكنها انطلاقاً من 10 قرى معنية بحريق غابة «بوهاشم جبل العلم»، و36 أسرة انطلاقاً من كفر «الرمل».
وفي محافظة الفحص – انجرة (شمال)، أفادت السلطات المحلية، بأن الجهود تتواصل منذ الاثنين من أجل إخماد الحريق الغابوي، الذي اندلع بكفر «واد الرمل»، بجماعة القصر المجاز (دائرة أنجرة)، والذي أتى على نحو 35 هكتارا من الغطاء الغابوي، ادون تسجيل أي إصابات بشرية.
في غضون ذلك، أفاد وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات المغربي، محمد صديقي، بأن المساحة الإجمالية المتضررة جراء حرائق الغابات المتزامنة التي شهدتها مناطق عدة بالبلاد، بلغت 10 آلاف و300 هكتار. وأوضح صديقي في معرض جوابه أمس على أسئلة شفوية بمجلس النواب حول «أسباب وتداعيات حرائق الغابات، التي عرفتها بعض مناطق المملكة»، أن المساحة التي كانت مهددة بأن تحترق كلياً كادت أن تصل إلى 123 ألف هكتار، مشيراً إلى أن النيران كادت أن تأتي في إقليم العرائش على مساكن تضم أزيد من 5200 عائلة، وأن 35 دواراً (كفراً) كان مهدداً.
ودعا رئيس الحكومة المغربية مختلف المتدخلين إلى التنزيل الفوري لهذه التدابير، على المديين القصير والمتوسط من أجل دعم السكان على تأهيل وترميم المنازل المتضررة، التي تم إحصاؤها والقيام بعمليات التشجير في الغابات التي دمرتها الحرائق، وإعادة تأهيل الأشجار المثمرة المتضررة من خلال إعادة تشجير نحو 9330 هكتاراً، وتعزيز وسائل الوقاية من الحرائق الجديدة ومكافحتها والتخفيف من الآثار الضارة للحرائق.