قال وزير التعاون الإقليمي في الحكومة الإسرائيلية، عيساوي فريج، إن المغرب والملك محمد السادس سيكون لهما دور مهم وكبير في التقارب الإسرائيلي – الفلسطيني، مشيراً إلى أن «المعادلة بسيطة للغاية، فقد ترأس المغرب لجنة القدس منذ عقود، ويمثل المملكة المغربية والمغاربة في إسرائيل أكثر من مليون شخص».
وأضاف فريج في تصريحات صحافية أن المغرب «بلد مقبول وصديق للفلسطينيين والإسرائيليين. وقد سمعت ذلك من الطرفين. لذلك من الضروري أن يلعب المغرب دوراً رئيسياً في التقارب، الذي يخلق أرضية لفرص سياسية مستقبلية». مبرزاً أن المغرب «هو الوسيط الأكثر قبولاً بين جميع شعوب المنطقة. إنها الحقيقة التي أراها أمام عيني وأسمعها بأذني».
وبشأن الغرض من زيارته المغرب، قال فريج: «لدينا علاقة خاصة مع المملكة منذ عقود. لكن خلال العامين الماضيين، نمت هذه العلاقات بشكل أقوى، وأصبحت هناك اتصالات مباشرة بين الناس… ووظيفتي هي بناء جسر بين شعوب المنطقة لتقوية العلاقات بين الأفراد في الثقافة والرياضة والفن، حتى يتعرف الناس على بعضهم البعض». مشدداً على أن «التعاون وتطبيع العلاقات وتقاربها هو الضمان الوحيد للأمن والاستقرار والمحبة بين الشعوب».
وكان فريج قد التقى أول من أمس وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عبد اللطيف ميراوي، ومحمد المهدي بنسعيد وزير الثقافة والشباب والتواصل.
وشكل تبادل الخبرات والتجارب، وتشجيع حركة الطلبة والباحثين، وتطوير برامج مشتركة للبحث العلمي في المجالات ذات الاهتمام المشترك، كالطاقة الخضراء والفلاحة المستدامة والقطاع الصحي، و الصناعات الحديثة محور مباحثات الوزير الإسرائيلي مع ميراوي، الذي قال إن اللقاء «يأتي في إطار التوجيهات الملكية السامية، الرامية إلى تحقيق التقارب مع إخواننا الإسرائيليين»، مشدداً على أن المغرب وإسرائيل اتفقا على تطوير البحث العلمي، وإجراء تبادل الخبرات والتجارب، خصوصاً في مجالات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحديثة والرقمنة، مبرزاً أن «المغرب يطمح إلى فتح آفاق واسعة مع إسرائيل فيما يتعلق بالبحث العلمي».
كما عرف لقاء فريج مع وزير الثقافة والشباب والتواصل المغربي التباحث بشأن قضايا تتعلق بالتعاون في مجالات الشباب والثقافة، حيث تم تقديم نبذة عن برامج عمل وزارة الشباب والثقافة والتواصل. وجرى خلال اللقاء التأكيد على ضرورة تشكيل فرق مشتركة بين الوزارتين لوضع برنامج مشترك، يهم تنظيم دورات صيفية تهم شباب مغاربة وإسرائيليين لاكتشاف الثقافة المغربية وثقافة دولة إسرائيل. فيما ركز بنسعيد على ضرورة الاهتمام بالبرمجيات وألعاب الفيديو، مشيراً إلى أن المغرب يتوفر على طاقات بشرية مهمة في هذا المجال.
وعلمت «الشرق الأوسط» أن الوزير فريج سيتوجه اليوم الأربعاء إلى الصويرة (نوب الدار البيضاء) لزيارة «بيت الذاكرة»، رفقة أندريه أزولاي، مستشار العاهل المغربي.
على صعيد ذي صلة، جرى أمس في الرباط التوقيع على مذكرة تفاهم بين وزارتي العدل المغربية والإسرائيلية، بشأن تعزيز وتشجيع التعاون الثنائي في الميدان القانوني. وتهدف هذه المذكرة، التي وقعها وزير العدل المغربي عبد اللطيف وهبي، ونظيره الإسرائيلي جدعون ساعر، إلى تعزيز التعاون من أجل النهوض بالأنشطة المهنية للسلطات المكلفة العدل في البلدين، ووضع إطار عملي لأنشطتهما المستقبلية المشتركة، وكذا التأكيد على أهمية تبادل الخبرات والممارسات الفضلى في مجال الإدارة القضائية.