حذرت «منظمة الصحة العالمية» من مخاطر عودة الأمراض المنقولة بالمياه في اليمن، بما في ذلك الملاريا والكوليرا والأمراض المعدية الأخرى، في حين أفادت المفوضية الأوروبية لعمليات الحماية المدنية والمساعدات الإنسانية بأن نحو 245 ألف فرد تأثروا بالأمطار الغزيرة والفيضانات، معظمهم في مواقع ومستوطنات النزوح، في 85 مديرية موزَّعة على 16 محافظة، منذ نهاية الشهر الماضي، وحتى العاشر من الشهر الحالي.
وفي تقرير لها، ذكرت المفوضية أن المنظمات الإنسانية تقوم بمساعدة السكان المتضررين بالمساعدات الغذائية والمأوى في حالات الطوارئ والمياه والصرف الصحي والنظافة الصحية والمواد غير الغذائية والنقد وإجراء تقييمات للاحتياجات.
وأوضحت أنه قد تم دعم ما لا يقل عن 10 آلاف فرد فقط حتى الآن، بينما يتم حشد المزيد من الدعم من قِبَل المنظمات الإنسانية، في حين يُتوقع استمرار هطول الأمطار الغزيرة حتى نهاية الشهر الحالي، مما يهدد بمزيد من النزوح وفقدان سبل العيش، حيث تقدر المنظمات الإنسانية أن يتأثر 20 ألف شخص إضافي بالفيضانات في الأيام المقبلة، ما سيؤدي إلى تفاقم الاحتياجات الإنسانية الماسَّة بالفعل.
هذه البيانات ترافقت مع إعلان «منظمة الصحة العالمية» إرسال الإمدادات الصحية والمخبرية الطارئة، ودعم فرق الصدمات المتخصصة، وانضمت البعثات الميدانية مع السلطات الصحية الوطنية وغيرهم من الشركاء الإنسانيين، كاستجابة عاجلة لاحتياجات المجتمعات المتضررة من الفيضانات في البلاد، وقالت في بيان وزَّعه مكتبها في اليمن إنها دعمت أربعة فرق متخصصة في الإصابات، و6 سيارات إسعاف تعمل على الأرض.
ووفق ما ذكرته المنظمة، فإنه بالإضافة إلى ذلك أنشأت 34 نقطة للكشف عن الإنذار المبكر الوبائي في محافظة مأرب (إحدى أكثر المحافظات تضرراً) حيث دمرت آلاف الملاجئ للعائلات النازحة، كما تم تسليم الإمدادات الصحية الأساسية الطارئة الإضافية لفرق الاستجابة السريعة والطوارئ الطبية في محافظات حجة والمحويت وريمة.
وإلى جانب الإمداد الشهري المستمر البالغ 144 ألف لتر من الوقود التي تُقدَّم لـ11 مستشفى، أعدَّت «منظمة الصحة العالمية»، بالاشتراك مع مجموعة الصحة المحلية، خطة شاملة للأمطار الغزيرة والتأهُّب للفيضانات والاستجابة لها في محافظة الحديدة، لدعم مختبرات الصحة العامة المركزية بالمعدات، وتدريب 25 فنياً معملياً على التشخيص المجهري للملاريا.
وقال أدهم رشاد ممثل «منظمة الصحة العالمية» في اليمن إن «مخاطر الأمراض المنقولة بالمياه والنواقل، بما في ذلك الملاريا والكوليرا والأمراض المعدية الأخرى تتكشف، مع توقع استمرار هطول الأمطار الغزيرة حتى نهاية الشهر»، مشيراً إلى أن المنظمة قامت بتوسيع نطاق استجابتها للوصول إلى الأشخاص المتضررين، ومنع أي تفشٍّ محتمَل لهذه الأمراض.
وبينت «الصحة العالمية» أنه يجري الآن العمل على مجموعات إضافية من مجموعات الكوليرا، وسوائل وريدية، واختبارات تشخيصية سريعة للكوليرا، ووحدات تكميلية لمجموعة أدوات الطوارئ الصحية المشتركة بين الوكالات، حيث تواصل المنظمة تقديم المساعدة مع تطور الوضع على الأرض.