سمعت أن هناك اختبارات دم جديدة للمساعدة في تشخيص مرض ألزهايمر. هل هذا صحيح، وهل تساعد حقاً؟
يمكن أن تساعد أنواع عدة من الاختبارات الأطباء في تشخيص مرض ألزهايمر. قد لا يبدو ذلك مشكلة كبيرة، ولكن عندما كنت طبيباً شاباً كانت الطريقة الوحيدة لتشخيص مرض ألزهايمر هي فحص الدماغ بعد وفاة الشخص. أي إن التشخيص كان متأخراً كثيراً.
وقد ظلت الاختبارات الرسمية لمدى جودة تفكير الشخص متاحة منذ عقود ويمكنها أن تساعد في تقديم دليل موضوعي على وجود المشكلات المعرفية. وإذا لم تظهر هذه الاختبارات شيئاً خاطئاً، فمن غير المرجح حدوث مرض ألزهايمر أو أنواع الخرف الأخرى.
أما إذا أظهر الاختبار وجود شذوذ، فبينما يمكن أن يكون ذلك عائداً إلى مرض ألزهايمر أو مرض آخر للخرف، فمن الممكن أيضاً أن يؤثر علاج مرض مختلف آخر على التفكير. على سبيل المثال؛ يمكن أن تسبب الغدة الدرقية الخاملة، وانخفاض مستويات «فيتامين بي12»، وانقطاع النفس النومي غير المتوقع، أو الآثار الجانبية للأدوية، مشكلات في الإدراك، من السهل تشخيصها وعلاجها.
يمكن أيضاً أن يساعد «التصوير المقطعي (CT)» و«التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)» و«التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET)» في تشخيص مرض ألزهايمر وأمراض الخرف الأخرى. إنها اختبارات باهظة الثمن، وقد تنطوي على التعرض للإشعاع، ويمكن أن تكون تجارب غير سارة للأشخاص الذين يعانون من رهاب الأماكن المغلقة.
يمكن أن تُظهر فحوصات «التصوير المقطعي» المحوسب و«التصوير بالرنين المغناطيسي» انكماشاً في مناطق معينة من الدماغ. يمكن أن تظهر فحوصات «التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني» أن هناك كميات زائدة من بروتينين في الدماغ: «أميلويد بيتا (amyloid – beta)» و«تاو (tau)». يعد هذان البروتينان من العلامات المهمة جداً لمرض ألزهايمر. لكن حتى وقت قريب، لم نتمكن من «رؤيتهما» في دماغ شخص حي. يكون «التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني» مفيداً للغاية عندما تكون المشكلات المعرفية التي قد تكون ناجمة عن مرض ألزهايمر لا تزال خفيفة. أما عندما تكون المشكلات أكثر وضوحاً، وكل شيء يشير إلى التشخيص المؤسف لمرض ألزهايمر، فإن فحوصات «التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني» لها قيمة محدودة.
يمكن أيضاً قياس «أميلويد بيتا» و«تاو» في السائل الشوكي، ويمكن أن يكون ذلك مفيداً في إجراء التشخيص. يتطلب هذا من الطبيب إجراء «البزل النخاعي (spinal tap)»، والذي قد يكون مزعجاً ومؤلماً لفترة وجيزة.
كما قد تكون سمعت؛ وافقت «إدارة الغذاء والدواء الأميركية» في مايو (أيار) 2022 على اختبار الدم لمرض ألزهايمر، بناءً على رصد بروتين «أميلويد بيتا». إنه دقيق تماماً، عند مقارنته بمسح «PET» الأكثر تكلفة وتعقيداً. كما يجري تطوير العديد من اختبارات الدم الأخرى؛ بما في ذلك اختبار بروتين «تاو».
ما قيمة الاختبار الذي يساعد في تشخيص مرض ليس له علاج حالياً؟ قد تكون المعرفة المبكرة بأن ما تخشاه صحيح، تمثل صدمة، ولكنها قد تساعدك أيضاً في التخطيط لتأمين خدمات الدعم والموارد المالية المستقبلية، وإبقائك مستقلاً لفترة أطول. أيضاً؛ من الممكن أنه في غضون عقد من الزمان ستكون لدينا علاجات تمنع مرض ألزهايمر من التفاقم إذا تمكنا من اكتشافه مبكراً.
* رئيس تحرير «رسالة هارفارد الصحية»
ـ خدمات «تريبيون ميديا»