وسط تعنت الميليشيات الحوثية لجهة عدم تنفيذ التزامات الهدنة الإنسانية والعسكرية اليمنية القائمة، التقى المبعوث الأممي هانس غروندبرغ (الأربعاء) في الرياض رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، وسط آمال أممية في التوصل إلى اتفاق لتوسيع الهدنة وتثبيتها، وذلك عشية اجتماع مجدول لمجلس الأمن الدولي لمتابعة تطورات الوضع اليمني.
وعلى خلفية التعنت الحوثي، كان غروندبرغ أنهى في الخامس من الشهر الحالي زيارة إلى العاصمة الإيرانية طهران أملاً في أن يجد ضغطاً إيرانياً على الميليشيات الحوثية للقبول بخطته لتوسيع الهدنة وتنفيذ التزامات الجماعة، خاصة ما يتعلق بإنهاء حصار تعز ووقف التصعيد العسكري.
ومن حيث المبدأ، لا تمانع الحكومة اليمنية، ممثلة في مجلس القيادة الرئاسي، توسيع الهدنة وتثبيتها، إلا أن ملف المعابر في تعز وفتح الطرقات لا يزال يشكل عائقاً أمام الانتقال إلى مرحلة أخرى من النقاشات حول الملفين الأمني والاقتصادي؛ حيث رفضت الجماعة الانقلابية أكثر من مقترح للمبعوث لتخفيف الحصار على المدينة بموجب الهدنة السارية التي تم تمديدها للمرة الثانية إلى 2 أكتوبر (تشرين الأول).
وقال المبعوث الأممي بعد عودته منن طهران إنه التقى «وزير الخارجية وغيره من كبار المسؤولين الإيرانيين»، وإن المناقشات «ركّزت على الجهود المبذولة لتمديد وتوسيع الهدنة في اليمن والديناميات الإقليمية الحالية».
ومع عدم إفصاح غروندبرغ عن تفاصيل هذه النقاشات في طهران، كانت العاصمة السعودية الرياض قد شهدت خلال الأيام الماضية زخماً دبلوماسياً أوروبياً وأميركياً لإسناد جهود المبعوث وإقناع الشرعية بخطته لتوسيع الهدنة.
وذكرت المصادر الرسمية أن العليمي استقبل غروندبرغ «للبحث في مستجدات جهود السلام، والتخفيف من المعاناة الإنسانية التي صنعتها الميليشيات الحوثية في البلاد». وأكد له «التزام مجلس القيادة الرئاسي، والحكومة بخيار السلام العادل والشامل وفق المرجعيات الثلاث المتفق عليها وطنياً وإقليمياً ودولياً، وخصوصاً القرار 2216».
ونقلت وكالة سبأ أن العليمي أعاد التذكير «بالمبادرات المستمرة التي يقدمها المجلس والحكومة، وتحالف دعم الشرعية، بقيادة المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، من أجل تخفيف المعاناة الإنسانية عن الشعب اليمني، رغم تعنت الميليشيات الحوثية إزاء هذه المبادرات على مدى السنوات الثماني الماضية».
وأشار رئيس مجلس القيادة اليمني إلى «خروق الميليشيات الحوثية للهدنة الجارية، ودأبها على اختلاق الذرائع، التي كان آخرها منع سفن الوقود من الوصول إلى موانئ الحديدة، وإنعاش السوق السوداء، دون الاكتراث لمعاناة المواطنين». وجدد العليمي التأكيد على «عدم وجود أي إجراءات من جانب الحكومة، لمنع وصول هذه السفن والشحنات التجارية إلى وجهتها المحددة، بموجب اتفاق الهدنة، وحرصها على تفويت فرصة الميليشيات لابتزاز المجتمع الدولي».
وبحسب وكالة سبأ، قال العليمي إنه يأمل «من المجتمع الدولي ممارسة مزيد الضغوط لدفع الميليشيات نحو التعاطي الجاد مع جهود السلام وتغليب مصلحة الشعب اليمني على مصالح إيران التوسعية».
إلى ذلك، أكد استمرار دعم المجلس لجهود المبعوث «من أجل تثبيت الهدنة، وإلزام الميليشيات بتنفيذ تعهداتها المتعلقة بفتح طرق تعز والمدن الأخرى، ودفع رواتب الموظفين من عائدات موانئ الحديدة».
وفي حين يرتقب أن يحيط المبعوث الأممي (الخميس) مجلس الأمن الدولي بآخر التطورات ضمن مساعيه في اليمن، كانت الميليشيات الحوثية أكدت أنها لن تنهي حصار تعز، قبل الحصول على مكاسب اقتصادية وسياسية جديدة.
وفي وقت سابق، دعا العليمي «المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته إزاء خروق وانتهاكات الميليشيات الحوثية المدعومة من النظام الإيراني، ووضع حد لمشروعها التدميري المتعلق بزراعة الألغام والمتفجرات المحرمة دولياً، وتهديد خطوط الملاحة الدولية».
وجاءت دعوة رئيس مجلس القيادة اليمني بعد أن نظمت الميليشيات الحوثية عرضاً عسكرياً غير مسبوق في مدينة الحديدة (غرب) شمل حشد أكثر من 15 ألف مسلح واستعراض صواريخ وألغام بحرية متنوعة، انتهاكاً منها لاتفاق إستوكهولم، وسعياً إلى استعراض القوة وابتزاز المجتمع الدولي وتخويف الداخل المحلي.
يشار إلى أن خطة المبعوث الأممي لتوسيع الهدنة اليمنية، كما أعلنها من 4 عناصر، تشمل الاتفاق على آلية شفّافة وفعّالة لصرف منتظم لرواتب موظفي الخدمة المدنية ومعاشات المتقاعدين المدنيين، وفتح طرق إضافية في تعز ومحافظات أخرى، وإضافة مزيد من الوجهات من مطار صنعاء الدولي وإليه، وانتظام تدفق الوقود إلى جميع موانئ الحديدة.