إلى متى سينتظر الليبيون وصول قطار الانتخابات إليهم؟

قبل نحو سبعة أشهر من الآن، تحدث عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة الوطنية» الليبية المؤقتة، في حشد من مواطني غرب البلاد، وبعض وزرائه، عن أن «قطار الانتخابات في ليبيا انطلق ولن يتوقف إلا بسلطة شرعية منتخبة»، ومنذ ذلك التاريخ ينتظر الليبيون على رصيف السياسة علّهم يرصدون «القطار المنتظر».
ورغم انقضاء جميع المواقيت المحددة التي قطعها الساسة الليبيون على أنفسهم، وليس الدبيبة بمفرده، بإجراء الاستحقاق الانتخابي، فإنهم مع كل حادثة أو اندلاع اشتباكات في العاصمة طرابلس، يسارعون إلى إطلاق الدعوات المطالبة بإجرائها، باعتبارها علاجاً لتردي الأوضاع الأمنية والاقتصادية بالبلاد.
وما بين خفوت هذه الدعوات وإعادتها للواجهة ثانية، يتساءل بعض السياسيين، عن كيفية إجراء هذه الانتخابات في ظل انقسام حاد وصراع بين حكومتي عبد الحميد الدبيبة، وفتحي باشاغا على السلطة. لكن مع ذلك يتمسك البعض الآخر بأن «وجود رئيس شرعي للبلاد، قد يعيد لها استقرارها، وينهي حالة الفراغ السياسي والاستقطاب بين جبهتي شرق ليبيا وغربها».
الرافضون لإجراء الانتخابات راهناً يعتبرون أنها «لو أجريت لن تنتج جسماً سياسياً موحداً متفقا عليه، سواء على مستوى البرلمان أو حتى رئاسة البلاد»، ورأوا أن «إجراءها في هذا التوقيت من دون التوافق بين المتنازعين والمتصارعين على نتائجها، لن يزيد البلاد إلا انقساماً وفرقة».
وكان 40 مرشحاً للرئاسة طالبوا بسرعة إجراء الانتخابات الرئاسية والنيابية في البلاد، محمّلين مجلسي النواب و«الأعلى للدولة»، وبعثة الأمم المتحدة للدعم مسؤولية «تعطيل المسار السياسي وعدم استكمال العملية الانتخابية».
والتقى خالد المشري رئيس المجلس الأعلى للدولة، أمس، السفير الإيطالي لدى ليبيا جوزيبي بوتشينو، وناقش معه السبل الكفيلة بحل الأزمة السياسيّة الرّاهنة، في ظل سيطرة ملف الانتخابات على الوضع العام. وتم التأكيد خلال اللقاء «على أهمية إجراء الانتخابات في أقرب الآجال».
وإلى ذلك، قالت وزارة الداخلية التابعة لحكومة «الوحدة»، إن العميد عماد العيساوي نائب مدير إدارة «تأمين وحماية الانتخابات بالإدارة العامة للعمليات الأمنية»، شارك بإلقاء محاضرة في الدورة التدريبية التي دعت إليها «المفوضية الوطنية العليا للانتخابات» لمنسقي الأمن في مكاتب الإدارات الانتخابية تحت عنوان «المخاطر الانتخابية»، مشيرة إلى أن هذه الندوات ستستمر حتى الرابع عشر من الشهر الحالي، وذلك في إطار التعاون المشترك بين الوزارة والمفوضية الوطنية.
وكان مقرراً إجراء الانتخابات الرئاسية والنيابية بالبلاد في ديسمبر (كانون الأول) عام 2021، غير أن السائح، رأى حينها، استحالة إجرائها لوجود ما وصفه بـ«القوة القاهرة» التي تحول دون انعقادها، فتصاعدت أجواء التوتر في ليبيا.
وسبق لاجتماع «برلين» بشأن ليبيا الذي عقد الخميس والجمعة الماضيين، أن أكد على التزام الدول المشاركة «بدعم مسار شامل نحو الانتخابات بليبيا في أسرع وقت»، والتطلع إلى العمل مع الممثل الخاص للأمين العام، الرئيس الجديد لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، عبد الله باتيلي.
وشارك في الاجتماع ممثلون عن حكومات الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وتركيا ومصر، بالإضافة إلى وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام، روزماري ديكارلو، وذلك لمناقشة مستجدات الأوضاع الليبية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
© Copyright 2024, All Rights Reserved, by Ta4a.net