بعد أشهر من إعلان قناة «مكملين»، الموالية لتنظيم «الإخوان»: «وقف بث برامجها في تركيا»، في أبريل (نيسان) الماضي، يُراهن تنظيم «الإخوان» على فضائية جديدة أطلقها من لندن للدفاع عن توجهاته وآراء عناصره، في ظل صراع وانقسامات دائرة بين جبهات التنظيم الثلاث في الخارج: «جبهة لندن»، و«جبهة إسطنبول»، و«تيار التغيير».
وأطلقت «جبهة إسطنبول»، بقيادة محمود حسين، الأمين العام السابق للتنظيم، قناة فضائية جديدة من لندن تحمل اسم «الشعوب»، تضم برنامجاً يقدمه معتز مطر الذي كان يقدم برنامجاً من إسطنبول على قناة «الشرق» الموالية لـ«الإخوان».
وكانت السلطات التركية قد طالبت في مارس (آذار) العام الماضي القنوات الثلاث الموالية لـ«الإخوان» («مكملين»، و«وطن»، و«الشرق») بوقف «برامجها التحريضية ضد مصر، أو التوقف نهائياً عن البث من الأراضي التركية».
وأكد عمرو عبد المنعم، الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات الإسلامية «إطلاق الفضائية الجديدة من لندن». وقال لـ«الشرق الأوسط»، إن «القناة بدأت البث بالفعل»، لافتاً إلى أن «القناة سوف تركز في برامجها على الشأن المصري»، مرجحاً «قيامها بالتحريض ضد الدولة المصرية».
وأضاف عبد المنعم أن «القناة سوف تعتمد على نشر فيديوهات قصيرة عن وقائع معينة بمصر، مع تعليق من جانب مقدمي البرامج، ومن بينهم معتز مطر»، مؤكداً أن القناة «أُطلقت بتمويل إخواني بالكامل، وتديرها جبهة إسطنبول».
وظهرت أخيراً جبهة متصارعة على قيادة «الإخوان»، أطلقت على نفسها «تيار التغيير» الذي أسسه في السابق محمد كمال، وهو مؤسس الجناح المسلح لـ«الإخوان» ولجانه النوعية، وقُتل في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2016. وجاء ظهور التيار الجديد أو الثالث في وقت ما زالت فيه الخلافات تتفاقم بين جبهتي «إسطنبول» و«لندن»، بسبب إعلان إبراهيم منير حل المكتب الإداري لشؤون التنظيم في تركيا، وعزل محمود حسين وآخرين، ثم إعلان «مجموعة محمود حسين» أكثر من مرة عزل إبراهيم منير من منصبه.
وكان تشكيل «جبهة لندن» هيئةً عليا بديلة عن «مكتب إرشاد الإخوان»، قد فاقم الخلافات بين «إخوان الخارج»، سبقه تصعيد آخر بتشكيل الجبهة نفسها «مجلسَ شورى جديداً»، وإعفاء أعضاء «مجلس شورى إسطنبول» الستة، ومحمود حسين، من مناصبهم.
ويرى مراقبون أن «وثيقتي (جبهة لندن) و(تيار التغيير) عمقتا الانقسامات والصراع بين (إخوان الخارج)»، وأكدوا أن «(جبهة إسطنبول) كانت تراقب خلال الأيام الماضية الجبهتين، للتعرف على أصداء الوثيقتين، ومدى التجاوب معهما».
وتصنف السلطات المصرية «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»، وصدر بحق قيادات التنظيم والمرشد العام محمد بديع أحكاماً بـ«الإعدام، والسجن المؤبد، والمشدد»، في اتهامات بالتورط في «أعمال عنف»، اندلعت بعد عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي عن الحكم في 3 يوليو (تموز) عام 2013، عقب احتجاجات شعبية.