عبر عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة الوحدة الليبية المؤقتة، أمس، مجددا عن رغبته في إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المؤجلة، فيما دعا محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي، إلى عقد اجتماع برعاية أممية وأفريقية لإتمامها.
وزعم الدبيبة خلال اجتماع لحكومته في طرابلس، أول من أمس، أنه نجح «رغم محاولات إعادة الانقسام» في الحفاظ على أداء مؤسسات الدولة، وفي مضاعفة نسب الإنجاز يوميا في جميع مشاريع عودة الحياة، التي دشنتها حكومته في مختلف المدن. وقال بهذا الخصوص: «نجحنا في الحفاظ على الأمانة التي سلمها لنا الشعب، وسنواصل دعم حق الليبيين في الوصول إلى الدستور والانتخابات».
وبعدما ادعى أن حكومته قدمت للمجتمع الدولي «بالدليل الواضح» أن الأزمة السياسية في ليبيا «مفتعلة»، ألقى الدبيبة الكرة مجددا في ملعب مجلسي النواب والدولة، قائلا: «نحن في انتظار القاعدة الدستورية لإجراء الانتخابات بعد سنوات من التعطيل»، لافتا إلى أنه تابع تجربة المحاكاة الانتخابية، ومدى جاهزية وزارة الداخلية لتأمين الانتخابات.
وأضاف الدبيبة بخصوص خطة حكومته لمحاربة الفساد: «سنحارب الفساد عبر منصة المشروعات الحكومية، التي ستعمل بها قطاعات الدولة، بهدف وضع الليبيين في صورة أي نفقات ضمن إطارنا للشفافية الكاملة»، وحث وزراءه على إظهار الشفافية والوطنية في مواجهة تقارير تتهمهم بالفساد، قائلا: «نسعى لتطبيق أعلى مبادئ الشفافية لدينا حتى نُغلق الباب على من يحاولون اتهامنا بالفساد، ونحن لا تعنينا معايير الشفافية العالمية، بل شعبنا الذي نحن مسؤولون عنه، وسنغلق الباب على الكذابين والنصابين».
وأكد الدبيبة لأعضاء المجلس البلدي المنتخب لترهونة، عقب أداء القسم القانوني أمامه بعد اعتماد النتائج النهائية لانتخابات المجلس، على ضرورة العمل الجاد والمهني من أجل تقديم الخدمات لأهالي المدينة. كما التقى الدبيبة مع وفد من السفارة الأميركية، ضم السفير والمبعوث الخاص ريتشارد نورلاند، والقائم بأعمالها ليزلي أوردمان وفريقها السياسي، بحضور وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش، وأكد مجددا استعداد حكومته للقيام بدورها المناط بها من أجل إنجاح الانتخابات.
وقال بيان لحكومة الدبيبة إن الاجتماع الذي خُصص لمناقشة الجهود المبذولة لإنجاح الانتخابات، والعمل لمعالجة العوائق التي تواجه تنفيذها، ناقش أيضا عودة السفارة الأميركية للعمل في طرابلس، وتقديم خدماتها بالشكل الطبيعي، كما بحث عددا من الملفات الاقتصادية والقانونية المشتركة بين البلدين، والتعاون المثمر فيها من أجل خلق شراكة فاعلة بين البلدين، بالإضافة إلى مناقشة الإنفاق الحكومي، والخطوات التي اتخذتها الحكومة بشأن الإفصاح والشفافية، والعمل على دعم الخطوات المتخذة في هذا الملف.
بدوره، أعرب نورلاند عقب اجتماعه مع المبعوث الأممي، عبد الله باتيلي، عن تطلعه إلى دعم مبادرات الأمم المتحدة، التي تمكن القادة السياسيين والمؤسسات الليبية من الاتفاق على خريطة طريق موثوقة لإجراء الانتخابات، في أقرب وقت ممكن. فيما قال السفير الألماني ميخائيل أونماخت إنه أكد مجددا للمبعوث الأممي «التزام بلاده الشديد» بدعم عمله الحاسم نحو حل سلمي للأزمة الليبية.
في المقابل، دعا رئيس المجلس الرئاسي، خلال اجتماعه أمس في طرابلس مع باتيلي، إلى عقد لقاء جامع لكل الأطراف المعنية بالقضية الليبية، برعاية الاتحاد الأفريقي وبعثة الأمم المتحدة، بهدف الوصول إلى الانتخابات، وتحقيق مشروع المصالحة الوطنية الذي يتبناه المجلس. ونقل المنفي عن باتيلي إشادته بجهوده في إنجاح مشروع المصالحة الوطنية، وتعاونه المتواصل مع الجهود الأممية والدول الداعمة لاستقرار ليبيا، من أجل إيجاد حل للأزمة السياسية.