أصدرت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني في مصر خطاباً، تناشد فيه جميع مديريات التعليم على مستوى الجمهورية، ضرورة «التصدي مبكراً» لما وصفته بـ«الإرهاب الفكري» والسعي إلى «غرس مفاهيم المواطنة والانتماء لدى الطلاب»؛ فضلاً عن ضرورة اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة بشأن تأمين المنشآت التعليمية لتوفير الحماية.
وبحسب خطاب رسمي نشرته صحف مصرية رسمية مملوكة للدولة، أول من أمس (السبت)، فإن «الإدارة المركزية للأمن بالوزارة» خاطبت المديريات التعليمية بالمحافظات، مشددة على «بعض الإجراءات الأمنية، وعلى رأسها متابعة المنشآت التعليمية، والإبلاغ عن أي طارئ قد يعرقل العملية التعليمية، كما تطرق الخطاب إلى ضرورة التصدي للمخالفات الأخلاقية، وتلك المناقشات التي تتضمن أفكاراً سياسية أو حزبية أو دينية، من شأنها خلق صراعات بين الطلاب».
وأكدت «المركزية للأمن» ضرورة «غرس مفاهيم المواطنة والولاء للوطن، ربما من خلال إذاعة الأغاني الوطنية، وتلك التي تحث على احترام المعلم داخل الصروح المدرسية».
وبشأن صدور هذا الخطاب في التوقيت، قال مصدر لـ«الشرق الأوسط»، إن الخطاب «ضمن الإجراءات الدورية والمعتادة التي تقوم بها الإدارة المركزية للأمن كل عام، لضمان سلامة الطلاب».
من جانبه يرى الأستاذ الدكتور محمد فتح الله، الخبير التربوي، أن مثل هذه الخطابات ما هي إلا إجراءات روتينية مشكورة، غير أن «قضية التطرف تحتاج إلى جهود حثيثة وفعالة».
ويضيف في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «الكلمات المسطورة في خطابات لم تثبت جدواها، ربما ثمة إجراءات روتينية دورية تستهدف متابعة سير العمل بانسيابية من النواحي الأمنية، بينما التطرف الفكري يحتاج إلى مخاطبة عقل الطالب برسائل واقعية».
ويشير الخبير التربوي إلى أن التطرف الفكري لا يقتصر على الأفكار الإرهابية، ويقول: «التطرف يطول أفكاراً عدة، فالتحرش الجنسي تطرف، وكذلك التنمر والعنف، جميعها سلوكيات يمكن التصدي لها من الجذور، برسائل ذكية تناسب جيل الألفية الذي يستقي معلوماته من مواقع التواصل الاجتماعي». ويقترح فتح الله أن تتضمن المناهج مفاهيم المواطنة والولاء، غير أنه رهن فعاليتها بمدى «الواقعية» التي تتضمنها.