أصدر القضاء العراقي، أمس (الاثنين)، حكماً بالسجن ثلاث سنوات على الناشط الشاب حيدر الزيدي (مواليد عام 1998) بتهمة «إهانة مؤسسات الدولة» على خلفية انتقادات وجهها إلى «الحشد الشعبي». وأعطى الحكم لهيئة «الحشد» الحق في المطالبة بالتعويض أمام المحاكم المدنية، كما أعطى للزيدي حق استئناف الحكم.
وبموازاة ذلك كشف النائب السابق رئيس حزب «الأمة العراقية» مثال الألوسي، عن صدور حكم بالسجن سبع سنوات ضده بتهمة إهانة القضاء.
ونشر الناشط الزيدي، على صفحته الشخصية في «فيسبوك»، أول من أمس، منشوراً قال فيه: «الكل يعرف أن أمن الحشد اعتقلني قبل فترة، وسُجنت مدة أسبوعين وخرجت بكفالة، غداً (الاثنين) محاكمتي في جنايات الرصافة بالقرب من مستشفى الجملة العصبية بعد اتهامي بموجب المادة 226 المتعلقة بإهانة مؤسسات الدولة». وطالب الزيدي بوقفة احتجاجية أمام المحكمة لمساندته وإطلاق وسم «الحرية لحيدر الزيدي» قبل صدور الحكم عليه.
وتنص المادة 226 من قانون العقوبات الموروث من عهد حزب «البعث» وحكم الرئيس الراحل صدام حسين، على أن «يعاقب بالسجن مدة لا تزيد على سبع سنوات أو بالحبس أو الغرامة مَن أهان بإحدى طرق العلانية مجلس الأمة أو الحكومة أو المحاكم أو القوات المسلحة أو غير ذلك من الهيئات النظامية أو السلطات العامة أو المصالح أو الدوائر الرسمية أو شبه الرسمية». وكانت هذه المادة وما زالت محل اعتراضات طيف واسع من الفعاليات الحقوقية والمدنية وهناك مطالبات واسعة بإلغائها، باعتبار أنها تتناسب مع طبيعة «الأنظمة الديكتاتورية».
وانتقد ناشطون وساسةٌ الحكمَ الصادر بحق الزيدي و«الممارسات الأمنية» التي يقوم بها «الحشد الشعبي»، ويرون أن «الحشد» يقوم بمهام تُعد اختصاصات حصرية لوزارة الداخلية والأجهزة الأمنية. كذلك، وجّه كثيرون انتقادات لاذعة إلى هيئة «الحشد» وللحكم الصادر، حيث قال رئيس حزب «البيت الوطني» المنبثق عن «حراك تشرين» الاحتجاجي حسين الغرابي: «أهلاً بكم في الديكتاتورية، هذا الشاب حيدر الزيدي انحكم اليوم 3 سنوات بسبب تغريدة ينتقد فيها أحد آلهة السياسة في العراق… كلّا لخنق الحريات». وقال الإعلامي عضو حركة «وعي» حامد السيد: «الحكم على شاب 3 سنوات سجناً بسبب منشور منفعل ضد مؤسسة الحشد الشعبي، هو أبلغ إساءة وأعمق احتقار ضد كل قائد ومجاهد ومتطوع وشهيد». وأضاف: «يا قادة الساتر وشرف التصدي… إذا كنتم تعتقدون أن عطاءكم ونضالكم يوجب معاقبة كل من يهينه، كان الأولى بالعقوبة مَن طعنكم بأُمّة الجبناء وما زال يطعنكم!». ويشير السيد هنا، كما يبدو، إلى توصيف «أمة الجبناء» الذي أطلقه رئيس ائتلاف «دولة القانون» نوري المالكي على جماعات «الحشد» في تسريب صوتي شهير منسوب إليه.
من جانبه، علّق السياسي العراقي مثال الألوسي، مساء الأحد، على الحكم القضائي بالسجن لسبع سنوات الصادر بحقه بذريعة «الإساءة إلى المحكمة الاتحادية العليا».
وقال الألوسي عبر تغريدة في «تويتر» إن «محكمة جنايات الكرخ الثالثة في العاصمة بغداد، أصدرت اليوم حكمها بقضية اتهامي بالإساءة للقضاء». وأضاف أن «محكمة الجنايات، حكمت عليَّ بالسجن لفترة سبع سنوات، اعذروني أخجل من التعليق، وتقبلوا احترامي وتقديري».
والألوسي من السياسيين العلمانيين الذي عادوا إلى العراق بعد 2003 وشغل عضوية البرلمان لدورتين، وقام تنظيم «القاعدة» عام 2004 باغتيال نجليه الوحيدين أمام منزله ببغداد. وللألوسي موقف داعم لتطبيع العلاقات مع إسرائيل ويقيم منذ سنوات في إقليم كردستان شمال العراق.