نددت مؤسسات دينية مصرية بـ«تمزيق وحرق المصحف الشريف في هولندا والسويد». ودعا الأزهر إلى «مقاطعة جميع المنتجات الهولندية والسويدية بكل أنواعها، واتخاذ موقف قوي وموحد لنصرة كتاب الله».
وكانت مصر أدانت «قيام زعيم إحدى الحركات المتطرفة بتمزيق المصحف الشريف أمام مبنى البرلمان الهولندي في لاهاي». وقالت في بيان لوزارة الخارجية المصرية مساء الثلاثاء، إن «هذا فعل سافر يتجاوز حدود حرية التعبير، وينتهك مقدسات المسلمين، ويؤجج خطاب الكراهية بين الأديان والشعوب بما يهدد أمن واستقرار المجتمعات». وأعربت عن قلق مصر البالغ «إزاء تكرار حوادث ازدراء الأديان وتصاعد ظاهرة الإسلاموفوبيا في عدد من الدول الأوروبية أخيراً». وشددت على «مسؤولية تلك الدول عن منع تكرار مثل تلك الممارسات التي تتنافى مع منظومة حقوق الإنسان والحريات الأساسية».
كما أعربت مصر في بيان آخر قبل أيام، عن إدانتها الشديدة «لقيام أحد المتطرفين بإحراق نسخة من المصحف الشريف في العاصمة السويدية ستوكهولم». وقالت «الخارجية» في بيان حينها إن «ذلك تصرف مشين يستفز مشاعر مئات الملايين من المسلمين في كل أنحاء العالم». وحذرت من «مخاطر انتشار هذه الأعمال التي تسيئ إلى الأديان وتؤجج خطاب الكراهية والعنف»، داعية إلى «إعلاء قيم التسامح والتعايش السلمي، ومنع الإساءة لجميع الأديان ومقدساتها من خلال مثل تلك الممارسات المتطرفة التي تتنافى مع قيم احترام الآخر، وحرية المعتقد وحقوق الإنسان وحرياته الأساسية».
وبدوره، طالب الأزهر الشعوب العربية والإسلامية بـ«مقاطعة جميع المنتجات الهولندية والسويدية بكل أنواعها، واتخاذ موقف قوي وموحد نصرة لكتاب الله ولقرآننا الكريم».
وشدد الأزهر في بيان (الأربعاء) على «ضرورة التزام الشعوب العربية والإسلامية بهذه المقاطعة، وتعريف أطفالهم وشبابهم ونسائهم بها، وأن يعلموا أن أي عزوف أو تقصير في هذا الأمر، هو تخاذل صريح عن نصرة الدين».
وكان الأزهر قد دعا إلى «سن تشريعات دولية تمنع الإساءة إلى المقدسات الدينية للأمم والشعوب، وكفالة الضمانات اللازمة لحماية العقائد كافة من أعمال التطرف والكراهية والعنف والإساءة».
كما أدانت دار الإفتاء المصرية «تمزيق المصحف». وأكد «مرصد الإسلاموفوبيا» التابع لدار الإفتاء المصرية، أن «جريمة تمزيق المصحف الشريف تمثل استفزازاً صريحاً لمشاعر المسلمين في هولندا وخارجها، وتغذي مشاعر الكراهية والتمييز، كما تخدم الجماعات المتطرفة والتيارات الإرهابية». وشدد «مرصد الإسلاموفوبيا»، على أن «احترام المقدسات الدينية بشكل عام والرموز الدينية بشكل خاص، يمثل أحد أهم حقوق الأمم والشعوب، ومن واجب الحكومات والنظم في مختلف بقاع العالم، الحرص على أن تظل تلك المقدسات بعيدة عن الانتهاكات أو التشويه والإساءات المتعمدة». وأشار إلى أن «هذه التصرفات العنصرية، لا تؤمن بالتنوع والتعايش المشترك والتحاور والتعاون بين الأديان والحضارات، وترفض أسس المجتمعات الحديثة وقيمها القائمة على المواطنة واحترام الآخر من دون النظر إلى الأبعاد الدينية والعقائدية».
وذكر، أن «هذه الأفعال والممارسات العنصرية، تحاول استغلال البيئة المتحضرة في أوروبا لتتستر خلف شعار حرية التعبير، لكنها تتغافل عمداً، عن أن مناخ الحرية يسير بجانب مجموعة من القيم الأخرى القائمة على العيش المشترك، والاحترام المتبادل سواء كان عقائدياً أم عرقياً».
وطالب المرصد، المجتمع الدولي والمنظمات الدولية الفاعلة، بـ«رفض مثل تلك الممارسات والأفعال المسيئة لمقدسات الإسلام والمسلمين، والوقوف ضد التيارات اليمينية المتطرفة التي تغذي بدعايتها السوداء تيارات العنف والتطرف على الجانب الآخر، وتمنحها المبررات لتنفيذ هجماتها الإرهابية».
في السياق ذاته، أدان الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب علاء عبد الهادي، ومجلس إدارة الاتحاد العام المشكل من رؤساء 18 هيئة ثقافية وفكرية وإبداعية عربية، حرق المصحف الشريف. وأكد أن «هذه الأعمال المتطرفة سلوكاً وانتماء، لن تسفر عن نتائج سوى استثارة مشاعر البغضاء والكراهية، وتقويض استقرار الأنظمة، وخلق العداءات المصطنعة بين الشعوب». وأضاف: «إذ يدعو الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب منظمة اليونيسكو، والمنظمات الثقافية الإقليمية، والأدباء والمفكرين والمبدعين والساسة والصحافيين في أنحاء العالم كافة، إلى الوقوف يداً واحدة لاستنكار هذه الأعمال المعبأة بمشاعر الكراهية والازدراء، فإنه يدين بأقوى عبارات الإدانة هذه السلوكيات المتطرفة التي تحض على خطاب الكراهية والاحتراب بين العقائد».