قال مصدران لوكالة "رويترز"، اليوم الجمعة، إن الموظفين الأجانب في شركة النفط الفرنسية العملاقة "توتال إنرجيز" عادوا إلى العراق بعد خلافات مع بغداد بشأن مجموعة من مشروعات الطاقة الكبرى بقيمة 27 مليار دولار أدت إلى انسحابهم.
كانت مصادر قد قالت لـ "رويترز"، هذا الأسبوع، إن الشركة طلبت من موظفيها الأجانب مغادرة البلاد، ومن الموظفين المحليين العمل من المنزل في الوقت الذي تكافح فيه لحل الخلافات مع بغداد.
وأحجمت شركة "توتال إنرجيز" عن التعقيب بينما لم ترد وزارة النفط العراقية حتى الآن على طلب للتعليق.
وكتب عضو البرلمان العراقي مصطفى جبار سند في تغريدة على تويتر في 30 يناير/كانون الثاني "لا نعرف ما إذا كان هذا التسريح حقيقيا أم أنه ورقة ضغط تفاوضية".
وقالت ثلاثة مصادر إن مطالبة العراق بشراكة نسبتها 40% من مجموعة المشروعات هي نقطة شائكة رئيسية في الاتفاق المؤجل طويلا، بينما تريد الشركة الفرنسية حصة أغلبية.
وصرح مصدر بأن الخلاف تسبب في فشل اجتماع عقده الأسبوع الماضي رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، الذي تولى منصبه في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مع الرئيس التنفيذي لشركة توتال إنرجيز باتريك بويان.
وأشار مصدران إلى أن بغداد لا تستطيع إلغاء قرار الحكومة السابقة بالمطالبة بشراكة نسبتها 40% لأن ذلك سيعد بمثابة تنازل عن حقوق العراق.
وسعت كل من إكسون موبيل وبريتيش بتروليوم إلى تقليص عملياتهما في العراق في السنوات الماضية، مما ساهم في تباطؤ إنتاج النفط العراقي.
وأحيت "توتال إنرجيز" الآمال في القطاع عام 2021 عندما وقعت اتفاقا مع بغداد بشأن أربعة مشاريع للنفط والغاز والطاقة المتجددة باستثمارات أولية تصل إلى 10 مليارات دولار في جنوب العراق على مدى 25 عاما.
وزادت الطاقة الإنتاجية للنفط العراقي إلى نحو 5 ملايين برميل يوميا من 3 ملايين في السنوات الماضية. لكن في وقت من الأوقات كانت هناك آمال في منافسة السعودية، أكبر منتج للنفط في العالم، التي تنتج 12 مليون برميل يوميا أو ما يعادل أكثر من عُشر الطلب العالمي.
وقالت مصادر مطلعة لوكالة "رويترز" مطلع العام الماضي إن الاتفاق مع "توتال" تعثر وسط خلافات بين ساسة عراقيين بشأن شروطه، والتي لم يتم الإعلان عنها.