دعت الأمم المتحدة الأربعاء إلى «وضع السياسة جانباً» وتسهيل إيصال المساعدات إلى المناطق المنكوبة بفعل الزلزال في شمال غربي سوريا، وفق ما قال مسؤول أممي بارز في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية.
وصرّح المنسق المقيم للأمم المتحدة في سوريا المصطفى بن المليح بأن «ندائي هو… ضعوا السياسة جانباً ودعونا نقوم بعملنا الإنساني»، مشدداً على أنه «لا يمكننا تحمل الانتظار والتفاوض. في الوقت الذي نتفاوض فيه، يكون قُضي الأمر». وقال «نحتاج لإمكانية الوصول الكامل وإلى دعم الوصول إلى شمال غربي سوريا»، في إشارة إلى مناطق تحت سيطرة فصائل متشددة ومعارضة في إدلب ومحيطها، تضررت بشدة جراء الزلزال الذي ضرب سوريا ومركزه تركيا المجاورة. وتُنقل المساعدات الإنسانية المخصصة لشمال غربي سوريا عادة من تركيا عبر باب الهوى، نقطة العبور الوحيدة التي يضمنها قرار عن مجلس الأمن. لكن الطرق المؤدية إلى المعبر تضررت جراء الزلزال، ما يؤثر مؤقتاً على قدرة الأمم المتحدة على استخدامه.
وتسبّب الزلزال المدمر في مقتل أكثر من 11.700 شخص في البلدين، بينهم 2662 شخصاً في سوريا.
ولم يتم إرسال مساعدات من داخل سوريا منذ نحو ثلاثة أسابيع، وفق المسؤول الذي حذّر من أن مخزون الأمم المتحدة يكفي لإطعام مائة ألف شخص لمدة أسبوع واحد. وتابع للوكالة الفرنسية: «بمجرّد نضوبها، نحتاج إلى تجديدها وهذا هو ندائي، ليس لدينا متسع من الوقت للتحدّث في السياسة أو التفاوض».
وقال «الدمار في حلب وحمص واللاذقية وفي مناطق أخرى وفي أرياف هذه المحافظات هائل، لكننا نعرف أيضاً أن الدمار في شمال غربي البلاد هائل أيضاً وعلينا الوصول إلى هناك من أجل تقييمه».
وشدد على «أننا نحتاج إلى دعم الأطراف المعنية لتسهيل الوصول سواء إلى شمال غربي سوريا أو إلى بقية أنحاء البلاد لأنهم هناك يعانون أيضاً»، مؤكداً أنه «لا يمكن تجاهل احتياجاتهم».