ضمن سلسلة أعمال العنف المتواصلة في محافظة ديالى (60 كيلومتراً) شرق بغداد، أودى أحدث هجوم بعبوة ناسفة على سيارة مدنية، مساء الاثنين، بحياة 8 مواطنين وإصابة اثنين آخرين. يأتي الهجوم الجديد بعد نحو أسبوعين من عملية اغتيال طالت الطبيب أحمد طلال المدفعي، وهجوم شنه مسلحون على قرية الجبايلة في قضاء الخالص وأسفر عن مقتل 9 مزارعين بينهم نساء.
وعلى خلفية الهجوم والهجمات الأخيرة التي حدثت في ديالى، استقبل رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، أمس، وفداً ضم عدداً من الوجوه الاجتماعية وشيوخ العشائر في المحافظة. وقال المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء، في بيان، إن السوداني «استمع إلى عرض عن الأوضاع المعاشية والخدمية في المحافظة، بأقضيتها ونواحيها، وأهم التحديات التي تواجهها جهود الاستقرار وعملية تقديم الخدمات وتلبية احتياجات المواطنين». ونقل البيان عن السوداني تأكيده على «حتمية إنفاذ القانون، وألا خطوط حمراء أمام تأدية الدولة مسؤولياتها وواجباتها».
وأعرب السوداني عن «ثقته بالدور الإيجابي الذي تضطلع به عشائرنا ووجهاء المجتمع في ترسيخ السلم الاجتماعي، وإصلاح ذات البَين، وتعزيز القيم الاجتماعية الأصيلة للعراقيين».
وجدد تأكيد حكومته على «متابعة الجريمة الغادرة التي شهدتها المحافظة وراح ضحيتها الطبيب أحمد طلال المدفعي (الأسبوع الماضي)، وأن من ارتكبها سيكون تحت طائلة القانون عاجلاً»، مشدداً على أن دماء المواطنين أمرٌ لا يقبل المساومة ولا التساهل.
كانت مصادر أمنية ذكرت أن هجوماً مسلحاً طال سيارة زعيم قبلي في قضاء المقدادية بمحافظة ديالى، مساء الاثنين، وأسفر عن مقتل 8 أشخاص، وإصابة اثنين بجروح، معظمهم من أسرة واحدة. من جانبه، أعلن محافظ ديالى مثنى التميمي، «مقتل 8 مواطنين وإصابة اثنين آخرين بحادث إجرامي في قضاء المقدادية». وطال الاستهداف، حسب المصادر، نجل الشيخ مصطاف التميمي، وقد راح ضحيته عدد من أفراد العائلة.
ورغم اللجان التحقيقية المعتادة التي تشكلها السلطات مع أي حادث يقع في ديالى، إلا أنها لم تعلن عن نتائج أي تحقيق ولم تكشف عن الجهات المتورطة. وقد أبدى قائممقام قضاء المقدادية، حاتم التميمي، قلقه من عدم كشف الحقائق أمام الرأي العام عن الاستهدافات الأخيرة التي حدثت بالقضاء وخارجه، وفيما إذا كان منفذوها من الجماعات التابعة لتنظيم «داعش» أو غيرها. وحول الانتشار الأمني، تساءل: «ما الجدوى من الانتشار الآن، فالحادث وقع، وتسببت العبوة بقتل العائلة، وبعدها حدثت مواجهات بين الإرهابيين والأهالي، والوضع حالياً بعد التشييع قلق لكون القوات الأمنية لم تكشف الحقيقة إلى الآن». وطالب التميمي بـ«كشف الجناة لإعطاء الطمأنينة للمجتمع في ديالى بشكل عام، لأن هناك مخططاً لإحداث الإرباك بالمحافظة».
وغالباً ما تتهم عصابات «داعش» أو العصابات المرتبطة بميليشيات مسلحة في الضلوع بالأحداث التي تقع في ديالى. وكان النائب في البرلمان العراقي عن محافظة ديالى رعد الدهلكي، طالب، الأسبوع الماضي، رسمياً، الأمم المتحدة وبعثتها في العراق (يونامي)، بالتدخل لوقف ما وصفه بـ«الانفلات» الأمني الذي تمارسه ميليشيات إرهابية.