رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح».
ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى.
وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر تمثيلاً في المجلس، وهي «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر» وصوله. ولم تتفق المعارضة بعد على اسم واحد، كما لم يتفق «التيار» و«القوات» على اسم واحد.
وبموازاة دفع «حزب الله» وحركة «أمل» باتجاه انتخاب فرنجية، قال جعجع خلال لقائه بالسفيرة الأميركية دوروثي شيا، إن «الرهان على عامل الوقت في الانتخابات الرئاسية لن يخدم أي فريق وبشكل خاص الفريق الممانع ومرشحه، الذي لن يزيد من فرص انتخابه التي أصبحت معدومة، وبالتالي جلّ ما تؤديه لعبة الوقت هو تفاقم الأزمة وتأخير فرص الإصلاح التي يحتاج إليها اللبنانيون اليوم قبل الغد». ولفت جعجع إلى أنه «حان الوقت للتحلي بالجرأة المطلوبة ودعوة المجلس النيابي للالتئام والقيام بمهامه الدستورية، وفي مقدمتها انتخاب رئيس للجمهورية، في أسرع وقت ممكن».
ويعارض «القوات» الحوار الذي يطالب به «حزب الله» و«التيار الوطني الحر» و«حركة أمل» بين القوى السياسية، لتسهيل انتخاب رئيس للجمهورية. وقال رئيس جهاز العلاقات الخارجية في حزب «القوات اللبنانية» الوزير السابق ريشار قيومجيان إنّ «هناك كثيرين ممن يسعون إلى الحوار وهذا أمر طبيعي، إنما بالنسبة إلى القوات اللبنانية فإن الموقف معروف، فنحن نريد رئيساً فعلياً وما من مساومة في هذا المجال»، معلناً أن «المرحلة التي يمر بها لبنان هي مرحلة وجودية ومن الضروري أن يتمّ انتخاب رئيس إنقاذي، والمسألة لا تتعلق برئيس لملء المركز إنما وصول رئيس صاحب مشروع إصلاحي وسيادي».
ولفت قيومجيان في تصريح تلفزيوني إلى أنّ المسيحيين «عبروا في الانتخابات النيابية عن موقفهم لجهة أي دولة يريدون، ويشير إلى أن القوات تؤيد أي شخصية تسير في بناء الدولة»، مكرراً القول بأن لا فائدة من الحوارات الفولكلورية وإن هناك اتصالات تحصل داخل مجلس النواب وخارجه، وقال إن «المشكلة تكمن في (حزب الله) الذي يدعو إلى الحوار في تصريحات مسؤوليه في حين أنه يريد بالقوة انتخاب مرشحه».
ويحتاج انتخاب الرئيس إلى حضور ثلثي أعضاء مجلس النواب في جلسة الانتخاب، وهو معضلة اليوم في ظل التعطيل والتعطيل المقابل للدورة الانتخابية الثانية لجلسات انتخاب الرئيس.
عن احتمال اتّجاه «اللقاء الديمقراطي» إلى الموافقة على انتخاب فرنجية رئيساً، قال عضو اللقاء النائب بلال عبد الله في تصريح إذاعي: «صوّتنا 11 جلسة للمرشح ميشال معوض بينما كنّا نقوم بمبادراتنا ولقاءاتنا مع جميع القوى السياسية، والموضوع ليس متعلقاً بالأسماء، إذ للحزب التقدمي الاشتراكي علاقات تاريخية مع فرنجية».
وشرح أن «الموضوع يتعلّق بمصلحة لبنان وموقعه في المعادلة الإقليمية والقدرة على إنضاج تسوية داخلية». وإذ لفت إلى وجود انقسام عمودي داخلي، سأل: «هل نقابل تعطيل نصاب الجلسة بتعطيل آخر؟»، معتبراً أنه «بهذا التوجّه لا يمكن بناء الوطن ولا إنجاز أي خطة إصلاحية إنقاذية تعيد للبنان التعافي المطلوب».