ادعى ناشط سياسي ومدون موال للكرملين أنه طُرد من شركة إعلامية تبث عبر الإنترنت بعد أن نشر مقابلة حذر فيها رئيس مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين، من ثورة محتملة في روسيا وقال إن حرب موسكو في أوكرانيا جاءت بنتائج عكسية.
فقد بدأت القصة عندما نشر المدون كونستانتين دولغوف، يوم الثلاثاء، مقابلة مطولة مع بريغوجين على قناة "تيليغا" في تلغرام، بحسب ما نقلت صحيفة "واشنطن بوست".
حذّر من ثورة
وألقى خلالها رئيس فاغنر خطبة أقسى من المعتاد حول إخفاقات روسيا في الحرب، بما في ذلك وصف كبار قادة الجيش الروسي بأنهم غير أكفاء.
كما شجب بريغوجين انعزال النخبة الثرية في روسيا، متهماً إياهم بعدم الالتزام الكافي بالعملية العسكرية في أوكرانيا، قائلاً إن الغضب ضد الأثرياء يمكن أن يتحول إلى انتفاضة شعبية شبيهة بالثورة الروسية عام 1917.
إلا أنه وبعد نشر المقابلة، نشر دولغوف مقطع فيديو على المدونة أكد فيه أنه طُرد بسبب المقابلة، وتم حذف المقطع بسرعة من القناة.
"قيل لي إنني طردت"
وكتب دولغوف في مدونته: "جاءت المقابلة في وقت متأخر من مساء الثلاثاء، وفي وقت مبكر من صباح الأربعاء، قيل لي إنني طردت".
وتابع: "من أجرى المكالمة على الأرجح كان منزعجاً من تصريحات بريغوجين، لكنهم لا يستطيعون فعل أي شيء معه، لذلك قرروا أخذ الإجراء ضدي أنا وطردي".
وادعى أن مشروع "تيليغا أون لاين" تمت رعايته من قبل معهد تطوير الإنترنت، أو IRI، وهو مشروع الكرملين لإنتاج دعاية عبر الإنترنت ومهمته هي "المساعدة في الحوار بين قطاع الصناعة والدولة والمجتمع".
قائد فاغنر يفغيني بريغوجين (أ ف ب)
كما أضاف أن هناك "حرية تعبير في روسيا، الحمد لله والرئيس". وأكد "لا أعتقد أن فلاديمير بوتين سيكون سعيداً بمعرفة أن مذيعاً قد طُرد بسبب مقابلة مع بريغوجين".
القناة تنفي طرده
في المقابل، نفى صاحب عمل دولغوف أنه قد تم فصله، قائلاً إنه كان يخطط للمغادرة "قبل وقت طويل من المقابلة مع بريغوجين".
يشار إلى أن الحادثة تسلط الضوء على الخلاف الداخلي وعلى معركة أوسع نطاقاً يخوضها بريغوجين ووسائل الإعلام الصديقة له حيث يجد نفسه في منافسة مع وزارة الدفاع الروسية حول النفوذ والدور في حرب أوكرانيا.
قائد مجموعة فاغنر الروسية يفغيني بريغوجين في باخموت يوم 20 مايو (فرانس برس)
وشكا بريغوجين مراراً وتكراراً من أن القنوات التلفزيونية الخاضعة للسيطرة الفيدرالية توقفت عن تغطية أخباره وتغطية أخبار مجموعة فاغنر، محذراً من أي شخص قد يحاول إسكاته.