أكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي اليوم الثلاثاء، أن الوضع بمحطة زابوريجيا النووية التي تسيطر عليها القوات الروسية بجنوب أوكرانيا خطير جدا.
كما قال إنه لا يجب استخدام المحطة الأكبر في أوروبا كمخزن للأسلحة.
خمسة مبادئ
وطلب غروسي من أوكرانيا وروسيا احترام خمسة مبادئ أساسية لحماية محطة زابوريجيا للطاقة النووية في أوكرانيا، مشيرا إلى أنه لم يحصل بعد على موافقتهما على حماية المنشأة.
وأولّ هذه المبادئ "عدم شنّ هجوم من أيّ نوع من المحطة أو عليها، ولا سيّما استهداف المفاعلات أو الوقود المستهلك أو بنى تحتية أخرى أو الموظفين".
كذلك، تشمل المبادئ أيضًا عدم استخدام الموقع لتخزين أسلحة ثقيلة أو حشد عسكريين، وأن لا تُفصل المحطة عن شبكة الكهرباء، وأن تتم حمايتها من أعمال التخريب.
وأضاف المدير العام "لقد وُضعت مبادئ الوكالة الدولية للطاقة الذرية الخمسة لتجنّب وقوع حادث نووي.
هذا وتعتزم الوكالة بدء مراقبة تطبيق هذه المبادئ من خلال بعثتها في الموقع". وأوضح لصحافيين أنه سيتم "تعزيز" تواجد الوكالة في المنشأة.
محطة زابوريجيا النووية (رويترز)
روسيا تعلق.. وأوكرانيا ترد
من جانبه، علّق السفير الروسي فاسيلي نيبينزيا قائلاً "تتماشى مقترحات غروسي (…) مع الإجراءات التي اتّخذناها منذ فترة طويلة"، معتبراً أنّ كييف وحلفاءها الغربيين مسؤولون عن "التهديدات" التي تطال سلامة المحطة.
بالمقابل، قال السفير الأوكراني سيرغي كيسليتسيا "لقد أخذنا في الاعتبار مبادئ المدير العام لضمان سلامة محطة زابوريجيا وأمنها"، مشيرًا إلى أن هذه المبادئ يمكن أن تنطبق على جميع محطات توليد الطاقة في العالم، مضيفاً "يجب استكمال هذه المبادئ بالمطالبة بنزع السلاح بشكل كامل وإنهاء احتلال المحطة" حسب تعبيره.
واعتبر غروسي أن هناك بالتأكيد "مقاربات مختلفة"، ولكن "المهم هو الحدّ الأدنى المشترك، فهذه المبادئ الأساسية الخمسة حظيت بتأييد واسع النطاق. ولم يعارضها أيّ صوت"، على حد قوله.
حادث نووي خطير
وكان غروسي قد حذر مرارا وتكرارا من مخاطر العمليات العسكرية بالقرب من المحطة، وقال في وقت سابق من الشهر الجاري، إن الوضع حول محطة زابوريجيا النووية التي تسيطر عليها روسيا في أوكرانيا أصبح "لا يمكن التنبؤ به بشكل كبير ويحتمل أن يكون خطيرا"، ودعا إلى اتخاذ إجراءات لضمان تشغيل المحطة بشكل آمن.
كما أضاف حينها "أشعر بقلق بالغ بشأن المخاطر التي تواجه المحطة والمتعلقة بالسلامة والأمن النووي. علينا أن نتحرك الآن للحيلولة دون وقوع حادث نووي خطير تكون له تداعيات على السكان والبيئة".
واستُهدفت المحطّة بشكل متكرّر وقُطعت عن شبكة الكهرباء سبع مرات منذ استيلاء الجيش الروسي عليها في 4 آذار/مارس 2022.
وزار غروسي المحطّة نهاية آذار/مارس، ولديه فريق من الخبراء في الموقع، وهو يكثّف منذ ذلك الحين جهوده، محذّرا من "خطر حقيقي لوقوع حادث نووي".
وتمّ التخلّي عن فكرة طرحت في البداية وتمثّلت في إنشاء منطقة منزوعة السلاح حول الموقع لتسهيل اتخاذ تدابير واقعية مقبولة في آن من كييف وموسكو.
يذكر أن هذا المجمع المترامي الأطراف، مصدراً مهماً لتزويد أوكرانيا بالكهرباء، إذ تؤمن تلك المحطة التي تقع على الضفة الجنوبية لخزان ضخم على نهر دنيبرو، للبلاد أكثر من 20% من احتياجاتها الكهربائية.