يحاول حزب "العدالة والتنمية" الحاكم في تركيا والذي يقوده الرئيس رجب طيب أردوغان الذي فاز بدورة رئاسية ثالثة نهاية الشهر الماضي، استعادة البلديات التي خسرها في الانتخابات المحلية الأخيرة التي أُجريت في العام 2019 في الانتخابات المقبلة التي ستشهدها البلاد بعد حوالي 9 أشهر، وفق ما أوردت تسريبات نشرتها وسائل إعلامٍ تركيّة محلّية.
ويولي الحزب الحاكم الذي تمكّن مرشّحه أردوغان من الإطاحة بمرشح المعارضة كمال كليتشدار أوغلو في الانتخابات الرئاسية الشهر الماضي، أهمية كبيرة لكبرى البلديات التي خسرتها في الانتخابات المحلية السابقة، ولهذا يعمل منذ الآن على اختيار مرشّح مناصب لرئاسة بلدية اسطنبول، بحسب ما أفادت وسائل الإعلام المحلّية.
ولم يستبعد مدير مركز تركي للأبحاث واستطلاعات الرأي قيام حزب "العدالة والتنمية" الحاكم باختيار وزير الداخلية السابق سليمان صويلو كمرشّح لمنصب رئاسة بلدية اسطنبول في الانتخابات المحلية المقبلة.
سليمان صويلو
وقال كمال أوزكيراز الذي يدير مركز "أوراسيا" للأبحاث العامة لـ"العربية.نت" إن "صويلو قد يكون الأنسب بالنسبة لحزب العدالة والتنمية كمرشح لرئاسة بلدية اسطنبول، خاصة أن الحزب الحاكم ينوي دخول الانتخابات المحلية بخطاب يميني جرّاء الأزمة الاقتصادية الحالية وإثر صعود اليمين المتطرّف في الانتخابات الرئاسية، ولهذا يبدو الوزير السابق ذو الميول اليمينية المرشّح الأنسب لهذا المنصب".
وأضاف أن "هناك أوجه شبه بين صويلو وعمدة اسطنبول الحالي أكرم إمام أوغلو الذي ينتمي لحزب الشعب الجمهوري، فكلاهما تنحدر أصوله من منطقة البحر الأسود، والعديد من سكان هذه المنطقة من المقيمين في اسطنبول والذين لا ينتمون لحزب الشعب الجمهوري صوّتوا في الانتخابات المحلية السابقة لإمام أوغلو بسبب انتمائهم المناطقي، وبالتالي يمكن لصويلو استمالتهم، ويعد هذا سبباً آخر لاختياره كمرشّح لرئاسة بلدية اسطنبول من قبل الحزب الحاكم".
كما كشف أن "ما قد يعيق ترشيح صويلو في الانتخابات المقبلة يتمثّل في وجود صراعٍ بينه وبين بيرات البيرق وزير المالية والخزانة الأسبق وصهر الرئيس التركي، والذي يمكنه منع صويلو من الترشيح بسبب دوره لدى العائلة الحاكمة".
وشدد على أن "الرئيس التركي لن يكون أمامه أي خيار سوى الاعتماد على وزير الداخلية السابق كمرشّح لبلدية اسطنبول إن كان يرغب فعلاً باستعادتها من عمدتها الحالي الذي ينتمي لحزب المعارضة الرئيسي في البلاد".
وكان سليمان صويلو قد تمكّن من دخول البرلمان كنائبٍ عن حزب "العدالة والتنمية" الحاكم في اسطنبول عند إجراء الانتخابات النيابية التي تمّت منتصف شهر أيار الماضي بالتزامن مع الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية.
وسيكون النائب الحالي مرغماً على تقديم استقالته من البرلمان التركي كشرط لتقديم طلب ترشيحه لرئاسة بلدية اسطنبول.
وإلى جانب صويلو هناك 3 أعضاء آخرين من الحزب الحاكم قد يتم اختيار واحدٍ منهم كمرشّح لرئاسة بلدية اسطنبول، لكن وزير الداخلية السابق أوفرهم حظاً، وفق ما أفادت تسريبات الإعلام التركي المحلّي.
والأعضاء الثلاثة المقترحون كمرشّحين لرئاسة بلدية اسطنبول هم: الوزير السابق مراد كوروم، ورئيس بلدية منطقة إسنيورت في اسطنبول توفيق جوكسو، ورئيس بلدية توزلا شادي يازيجي.