أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن النقاش مع الصين هو أفضل السبل لإدارة العلاقات الثنائية بين البلدين، مشيراً إلى أن واشنطن لا تقبل تغيير الوضع الراهن في تايوان وتدعم الحل السلمي.
وأضاف مؤتمر صحافي في ختام زيارته للصين، اليوم الاثنين، أن بلاده تدير علاقة معقدة مع الصين عبر الطرق الدبلوماسية، لافتاً إلى أنه دعا وزير الخارجية الصيني لزيارة واشنطن لاستكمال المناقشات.
وأوضح أن بلاده تثق في دعم الصين لضمان الأمن الغذائي العالمي واستمرار تصدير الحبوب من أوكرانيا.
كما شدد على دعم تأمين سلاسل الإمداد العالمية وفقا لمبدأ التجارة العادلة.
وقال إنه أكد للمسؤولين الصينيين ضرورة الضغط على روسيا لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
"لا نهدف لاحتواء الصين"
إلى ذلك، أوضح أن الشركات الأميركية تريد البقاء في السوق الصينية وغير ذلك سيكون أمرا خطيرا، لافتاً إلى أنه طرح على المسؤولين الصينيين المخاوف الأميركية من ممارسات الشركات الصينية.
وقال إنه أبلغ المسؤولين الصينيين أن واشنطن لا تهدف لاحتواء الصين اقتصاديا، مبيناً أن التعاون الاقتصادي مع الصين في مصلحة الجميع.
وفي هذا السياق، أكد أن واشنطن لا تريد قطع علاقتها بالصين لكن لن تتهاون في حماية مصالحها.
#بلينكن: لا نقبل تغيير الوضع الراهن في #تايوان وندعم الحل السلمي#العربية pic.twitter.com/b9Evv4B5NZ
— العربية (@AlArabiya) June 19, 2023
وحول العلاقة مع موسكو، أشار إلى أنه حصل على تطمينات من الصين بأنها لم ترسل أسلحة فتاكة إلى روسيا، مشيراً إلى أن ضرورة أن تكون الصين حذرة تجاه دعم روسيا.
ملفات معقدة
واجتمع وزير الخارجية الأميركي في وقت سابق مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، في ختام زيارة نادرة ومهمة لبكين تهدف إلى الحيلولة دون تحول الخلافات العديدة بين القوتين المتنافستين إلى صراع.
وعقد الجانبان بعد ذلك اجتماعا بحضور وفدي البلدين. ويمكن أن يساعد الاجتماع الذي عقد في اليوم الثاني والأخير من زيارة بلينكن في تسهيل عقد قمة بين شي والرئيس الأميركي جو بايدن في وقت لاحق هذا العام.
كما أجرى بلينكن مناقشات موسعة مع كبير الدبلوماسيين الصينيين وانغ يي في وقت سابق اليوم، وكذلك مع وزير الخارجية تشين قانغ أمس الأحد.
الرئيس الصيني مستقبلاً بلينكن (ا ب)
لكن يبدو أن المباحثات التي عقدت في دار ضيافة الدولة (دياويوتاي) لم تحرز تقدما ملموسا يذكر في النزاعات المتعددة بين البلدين، والتي تشمل تايوان، والتجارة، وحقوق الإنسان، ووقف تدفق عقار (الفنتانيل) وهو من المواد الأفيونية المُخلقة من الصين، ولتقريب وجهات نظرهما المختلفة فيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا.
وشدد بلينكن خلال أكثر من ثلاث ساعات من المحادثات مع وانغ، وصفتها وزارة الخارجية الأميركية بأنها "بناءة"، على ضرورة فتح قنوات اتصال بين البلدين.
تايوان "جوهر المصالح الصينية الأساسية"
وظلت لهجة بكين خلال زيارة بلينكن واضحة بشكل خاص فيما يتعلق بتايوان، الجزيرة الديمقراطية التي تقول الصين إنها جزء من أراضيها. وقال وانغ "الصين ليس لديها نية للتسوية أو التنازلات"، وفقا للبيانات الصينية.
وتتمسك الولايات المتحدة منذ فترة طويلة بسياسة "الغموض الاستراتيجي" حول ما إذا كانت سترد عسكريا حال تعرض تايوان لهجوم، وهو ما لا تستبعده بكين.
وقال بايدن العام الماضي ردا على سؤال بهذا الشأن إن واشنطن ستدافع عن تايوان في حالة حدوث غزو صيني، ومع ذلك قال مساعدون فيما بعد إن تعليقاته لا تعكس خروجا عن سياسة "صين واحدة" طويلة الأمد.