عاد ممثلون للجيش السوداني إلى مدينة جدة السعودية، لاستئناف المفاوضات مع قوات الدعم السريع فيما دخلت الحرب بين الطرفين شهرها الرابع، السبت.
وقال مصدر حكومي طلب عدم الكشف عن هويته لفرانس برس إن "وفد القوات المسلحة السودانية عاد إلى جدة لاستئناف المفاوضات" مع قوات الدعم السريع.
ولم تعلق قوات الدعم السريع على استئناف مفاوضات جدة التي أعلن راعياها السعودي والأميركي الشهر الماضي "تعليقها" إلى أجل غير مسمى.
في 15 أبريل اندلع صراع على السلطة بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان ونائبه آنذاك، محمد حمدان دقلو، الذي يقود قوات الدعم السريع. وأوقعت المعارك ثلاثة آلاف قتيل على الأقل وأدت إلى نزوح ولجوء أكثر من ثلاثة ملايين آخرين.
ويعكس إيفاد الجيش ممثلين إلى مفاوضات جدة عودته إلى المشاركة في الجهود الدبلوماسية الرامية إلى وقف إطلاق النار بعدما قاطع الأسبوع الماضي محادثات استضافتها أديس أبابا.
قصف مستشفى السلاح الطبي
وقال الجيش السوداني إن قوات الدعم السريع قصفت، اليوم السبت، مجمع الطوارئ والإصابات بمستشفى السلاح الطبي بأم درمان مما تسبب في مقتل 5 من المرضى وإصابة 22 معظمهم من المدنيين.
وذكر الجيش في بيان أن استهداف الدعم السريع للمستشفى بطائرات مسيرة، يمثل استمرارا "لنهجها في انتهاك القانون الدولي الإنساني وجميع اعراف الحرب".
وأكدت الصحة السودانية أيضا إلى "مقتل وإصابة مدنيين أثناء هجوم الدعم السريع".
الدعم السريع تنفي تورطها في مقتل أفراد قبيلة بدارفور
وفي تطور ، نفت قوات الدعم السريع ما ورد في تقرير منظمة "هيومن رايتس ووتش" بشأن أحداث منطقة مستري غرب دارفور.
وقالت الدعم السريع إنها لم تتواجد في بمنطقة مستري غرب دارفور التي شهدت مقتل أفراد من قبيلة المساليت.
وذكرت أن ما حدث في غرب دارفور صراع قبلي بحت لم تكن طرفا فيه.
وفي وقت سابق، تجددت الاشتباكات العنيفة وسط أم درمان والخرطوم بحري بين الجيش السوداني والدعم السريع، اليوم السبت.
وقال الجيش السوداني إن قواته نفذت عملية نوعية ناجحة بمناطق المهندسين والعودة وحمد النيل بالخرطوم.
وكانت الاتصالات انقطعت لساعات عدة، الجمعة، في العاصمة السودانية، فيما كانت المعارك محتدمة بين الجيش وقوات الدعم السريع في مناطق عدة بالخرطوم مع تحذير المنظمات الإنسانية من تفاقم الأزمة.
وقالت منظمات ونشطاء معنيون بالدفاع عن حقوق الإنسان في السودان لرويترز، الجمعة، إن لديهم أدلة على أن قوات الدعم السريع شبه العسكرية احتجزت أكثر من 5000 شخص في ظروف غير إنسانية بالعاصمة الخرطوم.
وتخوض قوات الدعم السريع قتالا مع الجيش السوداني منذ ثلاثة أشهر. ويتهمها سكان بنهب المنازل واحتلالها.
وردا على طلب للتعليق، قالت قوات الدعم السريع إن التقارير غير صحيحة، وإنها لا تحتجز سوى أسرى حرب، وإنهم يلقون معاملة حسنة.
وصرحت قوات الدعم السريع لرويترز بأن "المنظمات تغض الطرف عن انتهاكات الجيش لحقوق المدنيين من قصف بالطيران والمدفعية الثقيلة والاعتقالات وتوزيع السلاح للمدنيين".
وقالت المنظمات التي طلبت عدم نشر أسمائها مخافة أن تتعرض لأعمال انتقامية، إن ثمة مقاتلين بين المحتجزين في عدة أماكن في أنحاء الخرطوم، لكن من بينهم أيضا 3500 مدني منهم نساء ورعايا أجانب.