لا شك في أن الهجمات المتتالية التي نفّذتها كييف عبر طائرات بدون طيار داخل مناطق متعددة من روسيا، خلال الأسابيع القليلة الماضية، تعد الأخيرة لها على الأراضي الروسية منذ بدء العملية العسكرية قبل 18 شهراً.
نظام "مصاص الدماء"
واللافت في الأمر تصريح لوزارة الدفاع الأوكرانية أشارت فيه إلى أنها بمثل هذه الهجمات تحاول دفع الحرب إلى داخل روسيا، وتدمير المعدات التي ستستخدم على خط المواجهة فوق أراضيها.
وأشارت الوزارة إلى أن الدفاعات الجوية الروسية تواجه على الأرجح صعوبة في اكتشاف الطائرات بدون طيار التي تستعملها كييف وتدميرها، بالنظر إلى عدد تلك الطائرات التي تضرب أهدافها.
وهنا مربط الفرس، فقد بدأت القوات الأوكرانية باستخدام نظام الصواريخ الأميركي المعروف باسم "مصاص الدماء" (Vampire)، لتدمير الطائرات الروسية بدون طيار، وفقا لما ذكر مكتب الاستحواذ والاستدامة التابع لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، لوكالة بلومبيرغ الأميركية.
مبنى إداري في مدينة موسكو تضرر عقب هجوم بطائرة مسيرة (رويترز)
وأوضح المكتب، وهو مشتري السلاح لحساب البنتاغون، أن تلك المنظومة التي تنتجها شركة "L3Harris Technologies Inc"، يتم "نقلها عبر شاحنات إلى داخل الأراضي الأوكرانية".
أما مهمتها الأهم فتتمثل بإسقاط المسيرات القادمة من روسيا، والتي كانت تشكل تهديدا مستمرا طوال الحرب، خصوصا وأن 4 من الأنظمة الـ14 الأولى التي تم التعاقد عليها في يناير/كانون الثاني الماضي، كانت وصلت أراضيها بموجب صفقة بقيمة 40 مليون دولار في منتصف السنة، على أن يجري توصيل البقية بحلول نهاية العام الجاري.
الواجهة المتضررة لمبنى إداري في مدينة موسكو عقب هجوم بطائرة مسيرة (رويترز)
صواريخ دقيقة بإصابة أهدافها
وفي التفاصيل، تتكون منظومة "فامبير" من قاذفات يمكن تركيبها على المركبات التي توفرها الحكومة الأميركية، حيث يجري إطلاق صواريخ دقيقة في إصابة أهدافها، ومجهزة بصمامات مصممة للانفجار بالقرب من الطائرات المسيرة.
وتعاقد البنتاغون في الربيع الماضي، على شراء 10 أنظمة متنقلة مضادة للطائرات بدون طيار موجهة بالليزر، لكنه لم يقدم مزيدا من التفاصيل بشأن تلك المنظومات الدفاعية.
وعلى عكس الجزء الأكبر من المساعدات العسكرية الأميركية لأوكرانيا، والتي تأتي من المخزونات الحالية، فإن صفقة صواريخ "فامبير" تجري صناعتها بشكل مباشر في إطار المبادرة الأمنية لمساعدة كييف على حماية أجواء البلاد من الطائرات المسيرة المعادية، وسط سعي حلفاء كييف إلى تخليصها من شر هذا النوع من السلاح.
هجمات في قلب روسيا
يشار إلى أن الجزء الأكبر من الدعم العسكري الأميركي لأوكرانيا يأتي من المخزون الحالي، بينما يتم تزويد كييف بـ"مصاصي الدماء" بشكل مباشر في إطار مليارات الدولارات المنصوص عليها كجزء من مبادرة واشنطن للمساعدة الأمنية لأوكرانيا.
وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها نشر النظام في منطقة قتال، وسيثبت أنه مفيد للغاية لأوكرانيا في صراع تلعب فيه الطائرات بدون طيار دورا متزايد الأهمية.
وكانت كييف نفّذت فعلاً هجمات خلال الأيام الماضية، بطائرات مسيرة أوكرانية ضربت فيها أهدافاً في موسكو، واستهدفت مسيرات روسية منشآت لتخزين الحبوب على نهر الدانوب.
في حين قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعليقا على تلك الهجمات، "إن كييف تلقي بقواتها للتهلكة".