شارك الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، في التعزية لوفاة الشاعر العراقي الكبير، كريم العراقي، الذي وافاه الأجل فجر يوم الجمعة الماضي، في مستشفى "كليفلاند" أبوظبي، بعد أن اشتد عليه مرض السرطان، الذي كان يتعالج منه على مدار السنوات الثلاث الماضية.,جاءت مشاركته من خلال تغريدة، نشرها عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس"، في دلالة جديدة على تقدير دولة الإمارات، للمبدعين العرب المقيمين على أراضيها، ودعمها الإنساني والمعنوي لهم، على كل الصعد، وأرفق صورة تجمعه بالشاعر الراحل، وقال: "رحم الله الشاعر كريم العراقي، الذي انتقل إلى رحاب ربه، تاركاً إرثاً ثرياً من الإبداع"، مؤكداً سموه أن العراقي "ربطته بالإمارات، وشعبها، علاقة محبة وتقدير متبادلين على مدى سنوات طويلة". وقدم سموه العزاء لكل محب للشاعر الراحل في العراق، والمنطقة العربية والعالم.
ويقيم العراقي وعائلته في دولة الإمارات منذ عام 2000، وهو حاصل على الإقامة الذهبية "فئة المبدعين"، وكان قد تغنى بدولة الإمارات في العديد من القصائد الشعرية والأعمال الغنائية، وشارك الإماراتيين أفراحهم في العديد من المناسبات الوطنية والاجتماعية، ومن أشهر ما كتب أغنية "مليون بوسة معي لأهل الإمارات"، التي غناها الفنان كاظم الساهر، و"الديو الغنائي" الذي قدمه كاظم الساهر وحسين الجسمي، بعنوان: "حيو الرجال المخلصين"، الذي عبر فيه العراقي عن إعجابه بشخصيتَيْ صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وإخوانهما حكام دولة الإمارات، الذين استمروا في البناء على ما أنجزه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وحققوا لدولة الإمارات الرفاهية والسعادة والإنجازات.
ويعيش العراقي في ذاكرة الجمهور العربي، بالنظر للنجاحات الكبيرة التي حققها، شاعراً وناظماً للقصائد الفصحى، كما كان مؤلفاً لأغنيات الأطفال، وراسماً لأحلامهم وآمالهم برواياته ومسرحياته الكثيرة، كما كان زميلاً صحافياً، عمل في مجموعة من المؤسسات الإعلامية بالعراق، والوطن العربي.
لكن حضور العراقي الأبرز كان في عالم الأغنية، إذ كان له الفضل كشاعر، في نجاح أعمال مجموعة كبيرة من المطربين العراقيين والعرب، وكان العراقي يعد حلماً لكثير من الفنانين الراغبين بتقديم كلماته، ومن أشهر من تعاون معهم العراقي: ياس خضر، وصلاح عبدالغفور، وسعدون جابر، وحاتم العراقي، وحسام الرسام، ومحمود التركي، وشذى حسون، وفضل شاكر، وعاصي الحلاني، ووليد توفيق، وعمر العبداللات، وأصالة نصري، وديانا حداد، وحسين الجسمي. وكان الموسيقار المصري بليغ حمدي قد لحن أربع قصائد للعراقي، شدا بها الفنان سعدون جابر، أثناء زيارة حمدي إلى العراق، حيث شكل هذا التعاون حدثاً نادراً.
لكن الحضور الشعري اللامع والبارز والأكثر شهرة في سيرة الشاعر الراحل الفنية، كان مع رفيق دربه الفنان كاظم الساهر، منذ أول أغنية بعنوان: "شجاها الناس"، التي قدماها معاً كمقدمة مسلسل "نادية" في ثمانينيات القرن الماضي، وستستمر على ما يبدو حتى لسنوات طويلة بعد رحيل العراقي، إذ كان قد أعلن الساهر عن طرح أربع أغنيات من كلمات العراقي في ألبومه المنجز منذ عدة شهور، الذي سيصدر نهاية العام الحالي.
وغنى الساهر من أشعار العراقي على مدى ثلاثين عاماً أكثر من 100 أغنية، تنوعت بين القصيدة الفصحى واللهجة الشعبية العراقية، من أشهرها: "تذكر كلما صليت ليلاً"، التي نال العراقي والساهر عنها جائزة من "اليونيسيف" عام 1997، كأفضل عمل إنساني فني، وقصيدة "كثر الحديث"، التي أحدثت انقلاباً غنائياً في الغناء الوطني، وأغنية "بلد الحبايب".
أما أشهر التعاونات العاطفية للعراقي مع الساهر، فجاءت في أغنيات: "ها حبيبي"، و"مدينة الحب"، و"المستبدة"، و"دقيت باب الجار"، و"سلامي"، و"يا مدلل"، و"وين آخذك"، و"متمردة"، و"تتبغدد علينا"، و"والدي الطيب"، و"يا هلا بهالطول"، و"والله دنيا"، و"عيد وحب"، و"كان صديقي"، و"معلم على الصدمات"، و"رحال"، و"العزيزين"، وغيرها.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :