بافل طالباني رئيسا للاتحاد الوطني عبر مؤتمر الحزب
بقلم : بزورك محمد الكاتب والصحافي الدولي
مدينة السليمانية تشهد حراكا وزيارات للرؤساء وزعماء الأحزاب العراقية والكردية والوفود الأجنبية، للمشاركة في أعمال المؤتمر التنظيمي الخامس للاتحاد الوطني الكردستاني التي انطلقت لانتخاب رئيس للحزب ليتم إلغاء نظام الرئاسة المشتركة تلقائيا لإدارة الاتحاد الوطني، إذ قدم الرؤساء و زعماء الأحزاب العراقية المشاركون كلمات منفصلة، أشادوا خلالها بالأدوار التي أداها الرئيس العراقي الراحل جلال طالباني من الجهود الحثيثة على مستوى العراق والمنطقة في تقريب وجهات النظر بين الفرقاء والأطراف السياسية المتصارعة، كما شددوا على ضرورة تمسك الاتحاد الوطني بالسياسة الحكيمة التي كان جلال طالباني يتسم بها، من خلال حراكه السياسي المكثف في معالجة الأوضاع المتأزمة إبان عهده كرئيس الجمهورية العراقي.
بافل طالباني: نمدّ يد السلام والأخوة لجميع الأطراف والمكونات
وفي كلمة له شدد رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني أنهم يمدون يد السلام والأخوة لجميع الاحزاب الكردسانية واي طرف يؤمن بالحرية ووحدة الصف وتقوية العلاقات مع اخواننا في بغداد وتقوية الاتفاق الاستراتيجي بين الجانبين الكردي -الشيعي وإغنائها، وكذلك مع الاخوة السنة والمسيحيين واي طرف مستعد للوحدة والنضال معا من اجل الديمقراطية، قائلا لنجعل من وردستان جنة يعيش فيها الجميع بحرية، واصفا الاتحاد الوطني بحزب المناضلين والشهداء، وإسقاط الدكتاتورية، و”لن نرضخ لأي احد ولن ننحني إلا لله تعالى” بحسب قوله.
جدير بالذكر أن بافل طالباني الذي يتسم بشخصية صريحة وانتهاج سياسة واقعية، كان قد قاد حراكا مكثفا خلال زياراته المتتالية إلى العاصمة بغداد خلال الفترة الماضية، حيث تمكن من بناء علاقات قوية ومتينة مع جميع الأطراف السياسية العراقية وهو بات رقْما صعبا في المعادلات السياسية بحسب المراقبين
يرى مراقبون، بأن مؤتمر الاتحاد الوطني قد يكون منطلقا لابداء حسن نية بين الأحزاب والأطراف السياسية وصولا إلى بناء مرحلة جديدة إذ أبدى المشاركون فيه استعدادهم لطي صفحة الماضي وبدأ صفحة جديدة للعمل المشترك بشكل يصب في مصلحة المواطنين في العراق وإقليم كردستان قاطبة.
في الفاتح من حزيران عام 1975 وفي العاصمة السورية دمشق تم الإعلان عن تأسيس الاتحاد الوطني الكردستاني، من قبل مجموعة من السياسيين والمثقفين بقيادة جلال طالباني وذلك عقب الانتكاسة التي منيت بالثورة الكردية بقيادة الزعيم الملا مصطفى بارزاني، على خلفية الاتفاقية الجزائرية بين النظام العراقي وشاه ايران.
رئيس الجمهورية العراقي عبداللطيف رشيد الذي ينتمي للاتحاد، أكد خلال كلمة له في المؤتمر، على ضرورة تضافر الجهود من قبل جميع الأطراف السياسية للعمل المشترك بهدف معالجة الخلافات العالقة والمشكلات العاوصية بغية تقديم الخدمات لجميع المواطنين.
من جانبه أعلن رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، أن إقليم كردستان يريد حل كل المشاكل والخلافات مع بغداد من خلال الحوار والتفاهم على أساس الدستور، مشدداً على أنه لا ينبغي اتخاذ الموازنة ورواتب موظفي إقليم كوردستان رهينة للخلافات السياسية، مؤكدا أن افتعال مشاكل مالية لإقليم كردستان لا يخدم العراق في أي شيء، داعيا الأطراف السياسية المكونة للحكومة الاتحادية أن تعين وتساند رئيس الوزراء السيد محمد شياع السوداني في تنفيذ الاتفاقيات السياسية وقانون الموازنة.
أما رئيس تيار الحكمة الوطني عمار الحكيم، ألقى كلمة في المؤتمر حذر خلالها من أياد خفیة تحاول أن تستھدف قوة العراق عبر تفریق كلمته وموقفه الوطني، عادا ذلك الخطر الأكبر الذي یھدد الأمن الوطني ويعرض العراق لمخاطر كبیرة في سلمه وأمنه الاجتماعي.
واضاف الحكيم الذي يتمتع بعلاقة وثيقة مع قيادات الاحزاب الكردية، إننا في بغداد وبقیة محافظات العراق نتطلع نحو كردستان العزيزة ونرى فیھا ملامح المستقبل المشرق الـذي یجمع العراقیین جمیعا ویوحدھم في طريق بناء الدولة العراقیة الإتحادیة القویة المتماسكة.
العبادي : ابتلاع الدولة ومحاصصة النظام من سمات العصابات
خارجا عن السرب انتقد رئيس الوزراء العراقي الأسبق ورئيس ائتلاف النصر حيدر العبادي سياسات الأحزاب الحاكمة في العراق، مستدركا بالقول؛ إن ابتلاع الدولة ومحاصصة النظام وتجيير الخيرات وارتهان الارادة لهي من سمات العصابات، وليست من صفات قوى سياسية محترمة الذات والدور والرسالة.
العبادي زاد بالقول؛ لا يمكن لأي دولة أن تستقر وتتقدم إلا باستقرار وتقدم نظامها السياسي، معربا عن أمله في أن يتكلل مؤتمر الاتحاد الوطني بالنجاح وأن يواصل الاتحاد مسيرته ماسماها بالوطنية ونضاله التاريخي لتحقيق أهدافه المشروعة والمساهمة مع باقي شركاء الوطن ببناء دولة صالحة عادلة بحسب تعبيره.
أما الأمين العام لعصائب أهل الحق قيس الخزعلي الذي يزور لأول مرة إقليم كردستان، قال في كلمة إن مؤتمر الاتحاد الوطني يقام في ظل ظروف خاصة تشهدها كردستان والعراق والمنطقة ونحن على اعتاب انتقالة من مرحلة الى مرحلة اخرى.
واشار الخزعلي أنه يجب أن تصل جميع الأطراف السياسية الى اتفاق شامل للوصول الى نظام سياسي جديد يجلب الخير لكل العراقيين، على أن تكون خيرات العراق لكل العراقيين، وليس مقبولا بان يكون هناك عراقي في هذا الوطن يعيش تحت خط الفقر، واذا كان هناك مواطن فقير فهذه مسؤولية جميع الأطراف سواسية ، لذا يجب توزيع خيرات العراق على المواطنين دون تمييز، لذا اقول مرة اخرى الان هناك مرحلة سياسية جديدة وقادة العراق وضعوا يدهم في البعض وأقاموا الحوار الوطني الصريح بين جميع المكونات.
بقلم : بزورك محمد الكاتب والصحافي الدولي