أبلغت شركة «تسلا» التابعة لـ «إيلون ماسك»، ومنافستها الصينية «بي واي دي»، عن وجود انخفاض حاد في مبيعات السيارات الكهربائية، ما يضيف إلى المخاوف الحالية من بطء التحول نحو السيارات الكهربائية.
في مواجهة ذلك، خفضت الشركتان، وهما أكبر بائعتين للسيارات الكهربائية في العالم، أسعارهما، لتحفيز الطلب، في ظل مواجهتهما منافسة متزايدة، خاصة داخل الصين.
وخفضت شركة «بي واي دي» تكلفة كل طرازات مجموعتها تقريباً في الربع الماضي، تحت شعار «الكهرباء أرخص من النفط». وذلك في خضم حرب ارتفاع الأسعار داخل الصين، أكبر سوق للسيارات الكهربائية في العالم. ولا يتناقض ذلك مع تحذيرات أطلقتها صناعة السيارات التقليدية منذ أشهر أنه لا يزال يساور المشترين العاديين شكوك حيال السيارات الكهربائية؛ بسبب ارتفاع أسعارها والحاجة إلى إعادة الشحن.
وكانت شركات السيارات أجبرت، مع التباطؤ المستمر لمبيعات السيارات الكهربائية على مدار الـ12 شهراً الماضية، على تخفيض أسعار طرازاتها بشكل متزايد، لخلق طلب كافٍ من المستهلكين، في حين تخطط شركات مثل جنرال موتورز وفورد وتويوتا لبيع المزيد من السيارات الهجينة في السنوات القادمة.
وقالت شركة «تسلا» قبل أيام إنها سلمت 386 ألفاً و810 سيارات كهربائية خلال الفترة من يناير إلى مارس، ويمثل ذلك انخفاضاً بمقدار 20 في المئة، مقارنة بالمدة بين أكتوبر وديسمبر، وأقل بنسبة 8% من الربع نفسه من العام السابق، مقارنة بتوقعات تسليم 450 ألف سيارة لهذا الربع. وتسبب ذلك في انخفاض أسهمها بنحو 5%.
مع ذلك، كان الربع المخيب للآمال كافياً لكي تستعيد «تسلا» لقب أكبر شركة لبيع السيارات الكهربائية في العالم من شركة «بي واي دي»، بعد أن أعلنت الشركة الصينية عن انخفاض بنسبة 42% في شحنات السيارات الكهربائية الفصلية إلى 300 ألف و114 سيارة.
وكانت شركة «بي واي دي»، التي تبيع أيضاً سيارات هجينة تستخدم محركاً تقليدياً يقوم بشحن بطاريات السيارة، تفوقت على «تسلا» في مبيعات السيارات الكهربائية فقط خلال الربع الأخير من عام 2023. وأرجعت شركة «تسلا» أرقامها الضعيفة إلى اضطرابات في المصانع، والتوتر في منطقة البحر الأحمر، وحريق متعمد أشعله نشطاء البيئة في ألمانيا. كما أن المخاوف من تباطؤ نمو مبيعات السيارات الكهربائية، وزيادة المنافسة أثرت أيضاً على تقييم «تسلا» في سوق الأسهم، الذي انخفض إلى النصف منذ وصوله إلى تريليون دولار في عام 2021.
وقال دان إيفز، المحلل في شركة «ويد بوش»: «رغم توقعاتنا بأنه ربع سيئ، تبين أن ذلك كارثة كبرى يصعب تفسيرها».
كما قال توم نارايان، محلل السيارات في شركة «آر بي سي كابيتال ماركت»، إن أرقام مبيعات شركة تسلا «تشير إلى تدهور حاد في النمو» بسوق الولايات المتحدة، ووصف طرازي «واي» و«3»، وهما يمثلان أكثر من 90% من مبيعاتها، بأنهما «منتجان تشبع السوق منهما».
لكن قبل حتى وقوع حادث برلين، كانت شركة «تسلا» حذّرت من أن هذا العام سيكون عصيباً بسبب تزايد المنافسة. وسبق أن أشار الرئيس التنفيذي إيلون ماسك إلى تراجع معدلات النمو بشكل ملحوظ مقارنة بالعام الماضي. وساهم انخفاض سعر السهم في زيادة هبوط قيمة أسهم تسلا، ومقرها أوستن، لهذا العام بنسبة 33%، وهذا يجعلها واحدة من أسوأ الشركات أداءً ضمن مؤشر ستاندرد آند بورز 500، مع مسار يواصل تباينه عن بقية أسهم شركات التكنولوجيا الأمريكية المعروفة بـ «العظماء السبعة».
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
الكشف عن الشاحنة الجديدة تُعزز نمو شركة تسلا على مدار السنوات المقبلة
تيسلا تدخل رسمياً المنافسة في سوق البيك-اب الكهربائية مع إطلاق سايبرتراك