(CNN) — احتفل جود بيلينغهام بفوزه بأول لقب له على الإطلاق في الدوري الأسباني مع والدته، إذ نشر صورة على منصة إنستغرام لهما وهما يتعانقان في ملعب سانتياغو بيرنابيو.
تتناسب هذه الصورة المتواضعة مع الطريقة التي يقدم بها اللاعب البالغ من العمر 20 عامًا، نفسه للعالم، وكيف أثار إعجاب الكثيرين في عامه الأول في نادي ريال مدريد داخل وخارج الملعب، وكيف تمّ الإشادة به على نضجه ومهاراته القيادية، وكذلك موهبته في المستطيل الأخضر.
وتحت الصورة، علّق زميله في فريق "الميرنغي"، رودريغو، قائلاً: "أول دوري للكثيرين".
يُعرف بيلينغهام بالفعل بأنه أحد ألمع المواهب الشابة في لعبة كرة القدم منذ فترة وجوده في نادي بوروسيا دورتموند، وقد عزز مكانته كواحد من أكبر الأسماء في هذه اللعبة خلال موسمه الأول في نادي ريال مدريد، ليصبح ضمن فريق مليء بالنجوم.
وأصبح لاعب خط الوسط الإنجليزي الآن أحد المرشحين الأوائل للفوز بجائزة الكرة الذهبية لهذا العام، وقد أصبح محبوبًا بين المدريديستا، وقد أتقن احتفاله الشهير بتسجيل الأهداف، إذ كان يقف تجاه الجمهور وذراعيه ممدودتين، ويستمتع بالتصفيق.
أصبح هذا الموقف مشهدًا مألوفًا في الدوري الأسباني هذا الموسم، إذ سجّل جود بيلينغهام 18 هدفًا مثيرًا للإعجاب في الدوري، بما في ذلك أهدافه أمام نادي برشلونة، الّتي ساهمت في رفع حظوظ الفريق بالفوز بلقب المسابقة.
وأشاد كارلو أنشيلوتي، مدرب فريق "الميرنغي" بما صنعه بيلينغهام أمام الفريق الكتالوني مؤخرًا، إذ قال لتلفزيون "Realmadrid TV": "الجميع توقع منا أن نخطئ، ونحن لم نخطئ، هدف جود ضدّ برشلونة أعطانا الأفضلية (في سباق اللقب)، كان لدينا الكثير من الاستمرارية من المباراة الأولى إلى الأخيرة".
عندما انضم بيلينغهام إلى نادي ريال مدريد، كانت التوقعات عالية بالنسبة للشاب الإنجليزي.
وحينها كان النادي الإسباني قد فقد مهاجمه كريم بنزيما، ولم يتعاقد مع كيليان مبابي، وكان يتعافى من موسم مخيب، وفقاً لمعاييره النبيلة، إذ تعرض لهزيمة ساحقة أمام نادي مانشستر سيتي في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، وأنهى الموسم بفارق 10 نقاط عن بطل المسابقة، برشلونة.
لكن لم يكن بمقدور أحد أن يتنبأ بالتأثير الذي أحدثه جود بيلينغهام منذ بداية وجوده في العاصمة الإسبانية، وأحرز 10 أهداف في أول 10 مباريات، وفاز بجائزة أفضل لاعب في الدوري الإسباني لشهر أغسطس/ آب، وسرعان ما أظهر موهبته في تسجيل الأهداف في وقت متأخر، وأنقذ الفريق في وقت متأخر أمام نادي خيتافي في سبتمبر/ أيلول.
"جود بيلينغهام، الغالاكتيكوس الكامل"، هذا ما جاء في عنوان رئيسي لصحيفة ماركا الإسبانية في ديسمبر/ كانون الأول، فوق مقال يقارنه بأفضل العناصر المنضمة إلى نادي ريال مدريد مثل ديفيد بيكهام وكريستيانو رونالدو وزين الدين زيدان.
ليس فقط تسجيله للأهداف هو الذي أثبت فعاليته مع فريق "الميرنغي"، لقد ساهم بـ 10 تمريرات حاسمة هذا الموسم، وتمّت مقارنة تأثيره في غرفة تبديل الملابس بتأثير زيدان من قِبل الناقد الرياضي ولاعب نادي ريال مدريد السابق ستيف ماكمانامان.
ورغم البداية السريعة للاعب الإنجليزي في مسيرته مع نادي ريال مدريد، إلا أن مستواه تراجع قليلا عن أعلى مستوياته في بداية الموسم، واعترف في مؤتمر صحفي في أبريل/ نيسان الماضي بأن الإصابة والإيقاف بعد البطاقة الحمراء أثرت على "إيقاعه".
وأضاف: "لقد تغيّر دوري قليلاً، كانت هناك أشياء صغيرة كان عليّ تعديلها، وهذا يعني أنني ربما اضطررت إلى القيام بالمزيد من العمل من أجل الفريق، وهو ما لا أمانع على الإطلاق في القيام به، لكن ربما أفقد تلك الفعالية على أرض الملعب".
ومع ذلك، فإنه لا يزال يجد طريقة ليكون فعالاً في تحقيق النقاط الحاسمة، إذ سجّل هدف الفوز في الوقت المحتسب بدل الضائع ضدّ نادي برشلونة في أبريل/نيسان الفائت، وقدم ظهورًا رائعًا ضد نادي قادش، السبت، لإظهار قوته المستمرة.
وقال لمراسلة شبكة CNN، أماندا ديفيز، الشهر الماضي: "أود أن أقول إن مدريد موطن ثاني لي، أشعر أن لدي نوع من الارتباط المألوف مع المشجعين والناس، لذا، نعم، سعيد حقًا هنا".