تحليل بقلم محرر الشؤون الرياضية في CNN بالعربية، عبيدة نفاع.
(CNN)– يتساءل كثيرون حول سبب تراجع المردود الهجومي للنجم الإنجليزي في ريال مدريد، جود بيلينغهام، هذا الموسم بعد أن خطف كل الأنظار الموسم الماضي بأهدافه الـ23 وصناعته لـ14 هدفا آخر، فما الأسباب الرئيسية لهذا التراجع؟
صفقة مبابي
لم يُسجل بيلينغهام أي هدف هذا الموسم في الدوري الإسباني أو في دوري أبطال أوروبا واكتفى بصناعة هدفين فقط في 10 مباريات خاضها.
السبب الرئيسي في هذا التراجع يعود إلى اختلاف الدور الذي يلعبه "بيلي" مع استقدام كيليان مبابي إلى صفوف الفريق خلال الصيف الماضي.
"لم نحظ بالاحترام".. ريال مدريد يفسر عدم حضوره لحفل توزيع جوائز الكرة الذهبية
وقال بيلينغهام في تصريحات تلفزيونية بعد نهائي دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي عن الشائعات حينها حول التعاقد مع كيليان: "سيكون من الرائع قدومه إن تمت الصفقة، فإذا كان ينقصنا شيء في مباراة اليوم فهو مهاجم صريح هداف وإذا استطاع أن يمنحنا ذلك سيحملنا إلى مستوى آخر".
ورغم هذا المديح إلا أن المؤكد أن تغيير خطة الريال إلى 4-3-3 من 4-4-2 الموسم الماضي حين كان يلعب بيلينغهام كمهاجم وهمي تقريبا، أثرت بشكل كبير على مردود النجم الإنجليزي الهجومي وجعلته يتولى أدوارا بعيدة عن الجانب الهجومي.
وبالنظر إلى أرقامه هذا الموسم يتضح أن معدل تسديداته بالمباراة الواحدة في الدوري الإسباني بلغ 1.4 في حين بلغ معدل افتكاكه للكرات 4.0 ومعدل تدخلاته الدفاعية 2.7 ومعدل اعتراضه للكرات 1.4.
توضح هذه الإحصائيات أن بيلينغهام انفصل هذا الموسم عن المثلث الهجومي وأصبح جزءا من مثلث أو مربع منتصف الملعب المسؤول عن المهام الدفاعية بشكل كبير.
رحيل كروس
وإلى جانب قدوم مبابي إلى ريال مدريد، كان لاعتزال النجم الألماني توني كروس بنهاية الموسم الماضي أثر بالغ على الحرية الهجومية لبيلينغهام.
فحتى حين يعود الريال إلى خطة 4-4-2 مثلما حدث في الكلاسيكو فإنه لا يلعب بها على الشكل الماسي (Diamond) بل على الشكل المسطح (Flat) ولا يلعب بيلينغهام صانع لعب في هذه الخطة بل يميل لأن يكون لاعب وسط على الجبهة اليمنى ليسمح بوجود لاعبي ارتكاز في عمق الملعب هما فالفيردي وتشواميني.
مما لا يدع مجالا للشك أن وجود كروس كقاعدة للماسة في منتصف الملعب كان يعطي حرية كبيرة لبلينغهام للتفرغ للأدوار الدفاعية مع وجود فالفيردي على الجانب الأيمن ليقوم بالأدوار الدفاعية وكامافينغا أو لاعب آخر على الجانب الأيسر للقيام بالأدوار نفسها.
التأثير
بعد أن كان نجم الفريق الموسم الماضي والرجل الوحيد الحاسم في نصف الموسم الأول، سيشعر بيلينغهام بأن وهجه في العاصمة مدريد بدأ يخفت وذلك لأن الجماهير والصحافة عموما تعطي اهتماما أكبر لمن يسجل ويصنع الأهداف، وهو ما سيجعله أقل سعادة من الموسم الماضي.
وفي ضوء ذلك، يواجه المدرب الإيطالي، كارلو أنشيلوتي، تحديا كبيرا بألا يجعل نجم خط وسطه يستسلم لهذا الشعور لأن ذلك سيؤثر على مردوده في أرضية الملعب.
وعلى أنشيلوتي أن يجد حلا سريعا وفعالا من أجل إعادة جود إلى دوره الهجومي، لأن ذلك يصب بشكل كبير في مصلحة القوة الهجومية للفريق الملكي التي افتقدت عنصرا رئيسيا وفعالا في تأثيرها وحسمها.